عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

ومما يستفاد منه
  
              

          ومِمَّا يُستفَادُ منه: إتقانُ أبي هُرَيْرَة وشدَّةُ ضبطه.
          وفيه: إكثارُ أبي هُرَيْرَة، وهو ليس بعيبٍ، إذا لم يخش منه قلَّةُ الضبط، ومِنَ الناس مَن لا يكثر ولا يضبط؛ مثلَ هذا الرجل لم يحفظ ما قرأه رسولُ الله صلعم في العَتَمَة.
          وفيه: ما يدلُّ على أنَّهُ قد يجوز أن يُنْفى فعلُ الشَّيءِ عمَّن لم يُحْكِمْه؛ لأنَّ أبا هُرَيْرَة قال للرجل: ألم تشهدْها؟ _يريدُ: شهودًا تامًّا_ فقال الرجلُ: بل شهدتُها؛ كما يقال للصانع إذا لم يحسن صنعتَه: (ما صنعتَ شيئًا) يريدون الإتقانَ، وللمتكلِّم: (ما قلتَ شيئًا) إذا لم يعلم ما يقول.