عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: المدينة يأتيها الدجال
  
              

          7134- (ص) حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم : «الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ» قَالَ: «وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللهُ».
          (ش) مُطَابَقَتُهُ للتَّرْجَمَة ظَاهِرَةٌ.
          و(يَحْيَى بْنُ مُوسَى) ابن عبد ربِّه أبو زكريَّا السَّخْتيَانيُّ البلخيُّ، يقال له: ختٌّ.
          وحديثُ أنسٍ مضى في الباب المذكور بأتمَّ منه، وليس فيه: (فلا يقربها...) إلى آخره.
          قوله: (يَحْرُسُونَهَا) أي: يحفظونها، وروى أحمد والحاكم مِن حديث مِحجَن بن الأدرع: «لا يدخلها الدَّجَّال / إن شاء الله، كلَّما أراد دخولها تلقَّاه بكلِّ نقبٍ مِن نقابها ملكٌ مُصلِت سيفه يمنعه عنها» وقال ابن العربيِّ: يُجمَع بين هذا وبين قوله: «على كلِّ نقبٍ مَلَكان» بأنَّ سيف أحدهما مسلولٌ، والآخر بغلافه.
          قوله: (فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ...) إلى آخره قوله: (إِنْ شَاءَ اللهُ) قيل: هذا الاستثناء محتملٌ للتعليق، ومحتملٌ للتبرك، وهو أَولى، وقيل: إنَّهُ يتعلَّق بـ(الطاعون)، وفيه نظرٌ، وحديث مِحجَنٍ المذكور الآن يؤيِّد أنَّهُ لكلٍّ منهما.