عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول النبي: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعوتهما واحدة»
  
              

          ░8▒ (ص) بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكر قول النَّبِيِّ صلعم ، وترجمه بلفظ الخبر.
          قوله: (فِئَتَانِ) أي: جماعتان، هما فئة عليِّ / بن أبي طالبٍ ☺ وفئة معاوية بن أبي سفيان.
          قوله: (دَعْوَتُهُمَا) ويروى: <دعواهما>، فالمراد بالدعوى: الإسلام، على القول الراجح، وقيل: المراد: اعتقاد كلٍّ منهما أنَّهُ على الحقِّ وصاحبه على الباطل بحسب اجتهادهما، وفيه معجزةٌ للنَّبيِّ صلعم ، وقال الداوديُّ: هاتان الفئتان هما _إن شاء الله_ أصحاب الجمل زعم عليُّ بن أبي طالبٍ أنَّ طلحةَ والزُّبَير بايعاه فتعلَّق بذلك، وزعم طلحةُ والزُّبَيرُ أنَّ الأشتر النَّخَعِيَّ أكرههما على المشي إلى عليٍّ ☺ ، وقد جاء في الكتاب والسُّنَّة الأمر بقتال الفئة الباغية إذا تبيَّن بغيُها، قال الله تعالى: {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى} الآية[الحجرات:9].