عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة
  
              

          (ص) بَابُ إِثْمِ مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ وَعُقُوبَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكر إثم مَن أشرك بالله... إلى آخره، وفي رواية القابسيِّ حذف لفظ: (باب) وقوله: <إثم مَن أشرك بالله> بعد قوله: (وقتالهم).
          (ص) قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:13] {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الزمر:65].
          (ش) ذكر الآية الأولى؛ لأنَّه لا إثم أعظم مِنَ الشرك, والظلم: وضع الشيء في غير موضعه، فالمشرك أصل مَن وضعَ الشيءَ في غير موضعه؛ لأنَّه جعلَ لمن أخرجه مِنَ العدم إلى الوجود مساويًا، فنَسَبَ النعمةَ إلى غير المُنعِم بها، وأَمَّا الآية الثانية؛ فَإِنَّهُ خُوطِب بها النَّبِيُّ صلعم ولكنَّ المراد غيره، والإحباط المذكور مقيَّدٌ بالموت على الشرك؛ لقوله تعالى: {فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}[البقرة:217] ووقع في بعض النُّسَخ: <و{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}>[الزمر:65] الواو فيه لعطف هذه الآية على الآية التي قبلها تقديره: وقال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ}.