عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من ترك قتال الخوارج للتألف وألا ينفر الناس عنه
  
              

          ░7▒ (ص) بَابُ مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ وَأَلَّا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْهُ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان مَن ترك قتال الخوارج للتألُّف؛ أي: لأجل الإلفة.
          قوله: (وَأَلَّا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْهُ) عطفٌ على ما قبله؛ أي: ولأجل ألَّا ينفرَ الناسُ عنه؛ أي: عن التارك، دلَّ عليه قوله: (تَرَكَ)، وفي بعض النُّسَخ: <ولئلَّا ينفر الناس عنه> وقال الداوديُّ: قوله: «مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ» ليس بشيءٍ؛ لأنَّه لم يكن له يومئذٍ فيه قتالٌ، ولو قال: لم يقتل، لأصاب، وتسميتهم ذا الخويصرة مِنَ الخوارج ليس بشيءٍ؛ لأنَّه لم يكن يومئذٍ هذا الاسم، وإِنَّما سُمُّوا به لخروجهم على عليٍّ ☺ ، وقال المهلَّب: التألُّف إِنَّما كان في أَوَّل الإسلام؛ إذا كانت الحاجة ماسَّة إليه لدفع مضرَّتهم، فأَمَّا اليوم فقد أعلى الله الإسلام فلا يجب التألُّف إلَّا أن تنزل بالناس جميعهم حاجةٌ لذلك فلإمام الوقت ذلك، وقال ابن بَطَّالٍ: لا يجوز ترك قتال مَن خرج على الأمَّة وشقَّ / عصاها، وأَمَّا ذو الخويصرة فإِنَّما ترك الشارع قتله لأنَّه عذره لجهله، وأخبر أنَّهُ مِن قومٍ يخرجون ويمرقون مِنَ الدين، فإذا خرجوا وجب قتالهم.