إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: الذهب والفضة والحرير والديباج هي لهم في الدنيا

          5831- وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) أبو أيوب الواشحيُّ البصريُّ قاضي مكَّة قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنِ الحَكَمِ) بن عُتيبة _بضم العين وفتح الفوقية_ مصغَّرًا (عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى) عبد الرَّحمن، أنَّه (قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ) بن اليمان (بِالمَدَائنِ) اسم مدينةٍ كانت دار مملكةِ الأكاسرةِ (فَاسْتَسْقَى) طلبَ ماءً يشربه (فَأَتَاهُ دُِهْقَانٌ) بكسر الدال المهملة وتُضم وسكون الهاء وبعد القاف ألف فنون، زعيم الفلَّاحين، أو زعيم القرية (بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ) أي: رمى الدِّهقان بالإناء (وَقَالَ) معتذرًا لمن حضر(1): (إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ) به (إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ) أن يسقينِي فيه (فَلَمْ يَنْتَهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ وَالحَرِيرُ وَالدِّيبَاجُ) ما غلظَ وثخنَ من ثيابِ الحرير (هِيَ) أي: الثَّلاثة (لَهُمْ) أي: شعار وزيٌّ للكفَّار (فِي الدُّنْيَا) وليس المرادُ الإذن لهم فيها(2)؛ إذ هم مكلَّفون (وَلَكُمْ) أيُّها المؤمنون (فِي الآخِرَةِ) مكافأةً لكم على تركِها(3) في الدُّنيا.
          وهذا الحديث سبقَ في «كتاب الأشربة» [خ¦5632].


[1] في (د): «حضره».
[2] في (ص) و(د): «فيه».
[3] في (ص) و(د): «تركه».