إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: رأيتني سابع سبعة مع النبي ما لنا طعام إلا ورق الحبلة

          5412- وبه قال: (حَدَّثَنَا(1)) ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثني(2)“ بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المُسْنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ) قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالد (عَنْ قَيْسٍ) هو ابنُ أبي حازم (عَنْ سَعْدٍ) هو ابنُ أبي وقَّاص، أنَّه (قَالَ: رَأَيْتُنِي) أي: رأيت نفسي (سَابِعَ سَبْعَةٍ) سبق إسلامهم (مَعَ النَّبِيِّ صلعم ) وهم كما عند ابن(3) أبي خيثمةَ: أبو بكر، وعثمان، وعلي، وزيد بن حارثة، والزُّبير، وعبد الرَّحمن بن عوف، وسعدُ بن أبي وقاص (مَا لَنَا طَعَامٌ) نأكله (إِلَّا وَرَقُ الحُبْلَةِ) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة (_أَوِ: الحَبَلَةِ_) بفتح الحاء والموحدة، ثمرُ العضاه، وثمر(4) السَّمر وهو يشبه اللُّوبيا، أو المراد: عروق الشَّجر.
          وقال في «المطالع»: الحَبَلة: الكرمُ، قاله ثعلب، وفي الحديث: «لا تسمُّوا العنب الكرمَ، ولكن قولوا: الحَبَلة».
          (حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا مَا(5) تَضَعُ الشَّاةُ) يريد أنَّ أحدَهم كان إذا قضَى حاجتَه ألقى شيئًا كالبعرِ الَّذي تلقيه الشَّاة (ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي) بزاي مشددة بعدها راء، أي: تؤدِّبني (عَلَى الإِسْلَامِ) وتعلِّمني أحكامه / ، وذلك أنَّهم وشوا به إلى عمر ☺ حتَّى قالوا: لا يحسنُ أن يصلِّي، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”يعزِّرُونني“ بزيادة واو وجمع ونون (خَسِرْتُ) بسكون الراء (إِذًا) بالتَّنوين جواب وجزاء، أي: إن كنتُ كما قالوا محتاجًا إلى تأديبهمْ وتعليمهمْ خسرتُ حينئذٍ (وَضَلَّ سَعْيِي) فيما سبق. وفيه: جوازُ مدحةِ الإنسان نفسه إذا اضطرَّ لذلك.
          وهذا الحديثُ سبق في «المناقب» [خ¦3728].


[1] في (د) و(م): «حدثني».
[2] في (د) و(م): «أخبرني».
[3] «ابن»: ليست في (د) و(م).
[4] في (د): «أو ثمر».
[5] في (ب) و(د) و(ص): «كما».