إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ألا أدلكما على خير مما سألتما

          5361- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابنُ مسرهدٍ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان (عَنْ شُعْبَةَ) ابن الحجَّاج (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (الحَكَمُ) بن عُتيبة _بضم العين المهملة وفتح الموحدة_ مصغَّرًا (عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى) عبد الرَّحمن، واسمُ أبي ليلى: يسار، أنَّه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ) هو ابنُ أبي طالبٍ (أَنَّ فَاطِمَةَ) الزَّهراء ( ♀ أَتَتِ النَّبِيَّ صلعم تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى) زاد في «الخُمُس»: «ممَّا تطحن» [خ¦3113] وفي «المناقب» / : «من أثر الرَّحى» [خ¦3705] وعند أبي داود من طريق أبي الورد عن ابن عبد(1)، عن عليٍّ: «إنَّها جرَّت بالرَّحى حتَّى أثَّرتْ بيدها، واستقتْ بالقربة حتى أثَّرت في نحرها، وقمَّت البيت حتَّى اغبرَّت ثيابها، وأوقدتِ القدر حتَّى دكَّنت ثيابها، وأصابها من ذلك ضررٌ» (وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ) من السَّبي (فَلَمْ تُصَادِفْهُ) بالفاء، لم تجدْه (فَذَكَرَتْ ذَلِكَ) الَّذي تشكوهُ (لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ) رسولُ الله صلعم (أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ) به (قَالَ) عليٌّ ☺ : (فَجَاءَنَا) رسولُ الله صلعم (وَ) الحال أنا (قَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا) مراقدنَا (فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ: عَلَى مَكَانِكُمَا(2)) أي: الزماهُ (فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حَتَّى وَجَدْتُ‼ بَرْدَ قَدَمَيْهِ) بالتثنية، ولأبي ذرٍّ: ”قدمه“ (عَلَى بَطْنِي) وفي «الخمس» [خ¦3113] و«المناقب» [خ¦3705]: «على صدري» (فَقَالَ: أَلَا) بالتَّخفيف (أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا) وفي «الخمس»: «سألتُماني»، وعند أحمد: قالا: بلى. قال: «كلماتٌ علمنيهنَّ جبريل» (إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا _أَوْ) قال: (أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا_ فَسَبِّحَا) بكسر الموحدة (ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا) بفتح الميم (ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا) بكسر الموحدة (أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ) فيه: أنَّ الَّذي يلازم ذكرَ الله يعطى قوَّةً أعظم من القوَّة الَّتي يعملها له الخادم، أو أنَّ المراد: إنَّ نفعَ التَّسبيحِ مختصٌّ بالدَّار الآخرة، ونفعَ الخادم مختصٌّ بالدَّار الدُّنيا، والآخرة خيرٌ وأبقى. وفيه: أنَّ الزَّوج لا يلزمه إخدامُ زوجته إذا كانت لا تخدم في بيت أبيها، وكانت تقدرُ على الخدمةِ من طبخٍ وخبزٍ وملءِ ماءٍ وكنس بيتٍ، ولمَّا سألت فاطمة ♦ الخادم لم يأمر النَّبيُّ صلعم عليًّا أن يخدمها، وقد حكى ابنُ حبيبٍ عن أصبغ، وابن الماجشُون عن مالك: أنَّ الزَّوجة يلزمها خدمةُ البيت، وإن كانت ذات(3) شرفٍ إذا كان زوجُها معسرًا، تمسُّكًا بهذا الحديث.
          وهذا الحديث سبق في «الخمس» [خ¦3113] و«المناقب» [خ¦3705] ويأتي إن شاء الله تعالى في «الدَّعوات» [خ¦6318].


[1] قوله: «عن ابن عبد» زيادة لا بدَّ منها والحديث في «سنن أبي داود» (2988) «عن ابن عبد قال: قال لي علي...».
[2] في (ص): «مكانهما».
[3] في (م): «ذا».