إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما لأحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي

          5039- وبه قال(1): (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بنُ دكينٍ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عيينةَ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمر (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بن سلمةَ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) أي: ابنِ مسعودٍ ☺ ، أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ) «بئس»: كلمةُ ذمٍّ، و«ما»: نكرة موصوفة، والمخصوص بالذَّم (يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ) كلمةٌ يعبَّر بها عن الحديثِ الطَّويلِ، ومثلها: ذَيْت وذَيْت. قال ثعلبٌ: كَيْتَ للأفعالِ، وذَيْتَ للأسماءِ (بَلْ هُوَ نُسِّيَ) بتشديد السين، ورواهُ بعضُ رواة مسلم مخفَّفًا، وسبقَ قريبًا معنى المشدَّد [خ¦5032] وليس النِّسيان من فعل النَّاسي بل من فعلِ الله يحدثه عندَ إهمالِ تكريره ومراعاتهِ، وأمَّا المخفَّف فمعناه: أنَّ الرَّجل تركه(2) غير ملتفتٍ إليه، فهو كقوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}[التوبة:67] أي: تركهُم في العذابِ، أو تركهم من الرَّحمةِ.


[1] قوله: «وبه قال»: ليست في (د).
[2] في (ص) و(م): «ترك».