إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه

          5008- 5009- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ) العبديُّ البصريُّ قال: (أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنْ سُلَيْمَانَ) بنِ مهرانَ الأعمش (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ يزيدَ النَّخعيِّ (عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ) عقبةَ بنِ عمرٍو البدريِّ ( ☺ ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ) قال في «المصابيح»: فإن قلتَ: ما هذه الباء الَّتي في قولهِ: «بالآيتينِ»؟ قلتُ: ذهبَ بعضُهم إلى أنَّها زائدة، وقيل: ضمَّن الفعل معنى التَّبرُّك، فعدِّي بالباء، وعلى هذا تقولُ: قرأتُ بالسُّورة، ولا تقول: قرأتُ بكتابك؛ لفوات معنى التَّبرُّك. قاله السُّهيليُّ، ولأبي الوقتِ: ”قرأَ الآيتين“ بحذف الباء.
          قال المؤلِّف: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”وحَدَّثنا“ بالواو، وفي نسخةٍ: ”ح. وحَدَّثنا“ (أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بنُ دكينٍ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عيينةَ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو: ابنُ المعتمرِ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ) النَّخعيِّ (عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ) عقبةَ البدريِّ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ) وهما: {آمَنَ الرَّسُولُ}[البقرة:285]... إلى آخرها، (فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) أجزأتا عنه من قيامِ اللَّيل، أو عن قراءةِ القرآنِ مطلقًا، أو من الشَّيطانِ وشرِّه، أو دفعتا عنهُ شرَّ الإنسِ والجنِّ.
          وعن ابنِ مسعودٍ من طريقِ عاصمٍ، عن زرٍّ(1)، عن علقمةَ: «من قرأ خاتمةَ(2) البقرة أجزأتْ عنه قيامَ ليلةٍ»، وعندَ الحاكم وصحَّحه عن النُّعمانِ بن بشيرٍ رفعه: «إنَّ الله كتبَ كتابًا وأنزلَ منهُ آيتين ختمَ بهما سورة البقرة، لا يُقرآن في دارٍ فيقرَبها الشَّيطانُ ثلاثَ ليالٍ»، وزادَ أبو عُبيد من مرسلِ ابن جبيرٍ: «فاقرؤوهُمُا وعلِّموهما أبناءَكُم؛ فإنَّهما قرآنٌ وصلاةٌ ودعاءٌ».


[1] في (د): «زيد». قلت: من خرجه قال عن عاصم عن علقمة يحرر.
[2] في (د): «سورة».