إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ألم يقل الله {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}

          5006- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) القطَّان قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”أَخْبَرنا“ (شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة، الأنصاريُّ المدنيُّ (عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ) أي: ابنِ عمر بنِ الخطَّابِ (عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى) بضم الميم وفتح العين المهملة واللام المشددة، واسمهُ: الحارثُ أو(1) رافعٌ، ونقلَ عن الحافظِ الدِّمياطيِّ أنَّه / قال: الصَّحيح هو الحارثُ بنُ أوسِ بنِ المعلَّى، وما عداهُ باطلٌ، وحينئذٍ فيكون ممَّن نسبَ إلى جدِّه، وهو كثيرٌ من فعل النَّسَّابة، فلا يقال: إنَّه خطأ. أنَّه (قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي النَّبِيُّ صلعم فَلَمْ أُجِبْهُ) لأنَّه ╕ منعهم من الكلامِ في الصَّلاة ومن قطعهَا، وزادَ في «سورةِ الأنفال»: حتَّى صلَّيتُ ثمَّ أتيتهُ [خ¦4647] (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ) ╕ ، وللأَصيليِّ: ”فقال“: (أَلَمْ يَقُلِ اللهُ) تعالى: ({اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم}[الأنفال:24]) وحَّد الضَّمير؛ لأنَّ استجابةَ الرَّسول كاستجابتهِ تعالى، والمرادُ بالاستجابةِ الطَّاعة والامتثال، واستدلَّ به على وجوبِ إجابتهِ، وهل تقطعُ الصَّلاة أم لا؟ فيه بحثٌ مرَّ في أول «التَّفسير» (ثُمَّ قَالَ) ╕ : (أَلَا) بالتخفيف (أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ) أجرًا ومضاعفة في الثَّواب؛ بحسب انفعالاتِ النَّفس وخشيتها وتدبُّرها (قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ) من المسجدِ (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قُلْتَ: لأُعَلِّمَنَّكَ(2) أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ: ”في القرآنِ“ (قَالَ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}) خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هي السُّورة الَّتي أوَّلها {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي) لأنَّها سبعُ آيات، وتثنَّى في كلِّ ركعةٍ، أو من الثَّناء لاشتمالها عليه (وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ) واسمُ القرآنِ يقعُ على البعضِ كما يقعُ على الكلِّ، ويدلُّ له قوله تعالى: {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ}[يوسف:3] يعني: سورة يوسف(3).
          وقد مرَّ الحديثُ في أوَّل «التَّفسير» [خ¦4474] وفي «سورةِ الأنفال» [خ¦4647].


[1] في (د): «وهو الحارث أو هو»، وفي (ج) و(ص) و(ل) و(م): «وهو».
[2] في (ب) و(س): «ألا أعلمك».
[3] في (د): «يونس».