إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان

          ولمَّا فرغ المصنِّف من هذا الحديث المتضمِّن لسؤال الصَّحابةِ الرَّسول ╕ الإذنَ لهم في الازدياد من العبادات؛ استلذاذًا لوجدانهم حلاوةَ الطَّاعة شَرَعَ يذكر حديث: «ثلاثٌ مَنْ كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان» فقال:
           ░14▒ (بابُ) ذكر كراهة (مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ) أي: العَوْد (فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى) أي: ككراهة الإلقاء (فِي النَّارِ مِنَ الإِيمَانِ) أي: من شُعَبه، ولفظ «باب» ساقطٌ عند الأَصيليِّ، ويجوز تنوين «بابٌ» وإضافته إلى تاليه، وعلى كلٍّ تقديرٌ، فـ «مَنْ»: مبتدأٌ، و«من الإيمان»: خبره، و«أن»: في الموضعين مصدريَّةٌ، وكذا «ما»، و«مَنْ»: موصولةٌ(1)، و«كره أن يعود»: صلتها، وسقط لأبي الوقت «من الإيمان».


[1] في (ل): «ومَن مصدريَّة أيضًا».