إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أبي هريرة: لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح

          7072- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ) غير منسوبٍ، فجزم الحاكم _فيما ذكره الجيَّانيُّ_ بأنَّه محمَّد بن يحيى الذُّهليُّ، وقال الحافظ ابن حجرٍ: يُحْتَمَلُ أن يكون هو ابن رافعٍ؛ فإنَّ مسلمًا أخرج هذا الحديثَ عن محمَّدِ بن رافعٍ عن عبد الرَّزَّاق، وتعقَّبه العَينِيُّ فقال: هذا الاحتمال بعيدٌ، فإنَّ إخراج مسلمٍ عن محمَّد بن رافعٍ عن عبد الرَّزَّاق لا يستلزمُ إخراج البخاريِّ كذلك(1) قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) أبو بكرِ(2) بن همام بن نافعٍ الصَّنعانيُّ، أحدُ الأعلام (عَنْ مَعْمَرٍ) بفتح الميمَيْن، ابن راشدٍ (عَنْ هَمَّامٍ) بفتح الهاء وتشديد الميمِ بعدَها، ابن مُنَبِّهٍ أنَّه قال: (سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ) بإثبات التَّحتيَّةِ بعد المعجمةِ من قوله: «لا يشير» نفيٌ بمعنى النَّهي، ولبعضهم بإسقاطها بلفظ النَّهي، قال في «الفتح»: وكلاهما جائزٌ(3) (فَإِنَّهُ) أي: الذي يشير (لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ) بفتح التَّحتيَّة وكسر الزَّاي بينهما نونٌ ساكنةٌ آخره عينٌ مهمَلة، أي: يقلعه من يده فيُصيب به الآخر، أو يَشُدُّ يدَه فيصيبه، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”ينزَغُ“ بفتح الزَّاي بعدها غينٌ معجمةٌ، أي: يحمل بعضهم على بعضٍ بالفساد(4) (فَيَقَعُ) في معصيةٍ تُفضِي به إلى أن يقع (فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) يوم القيامة، وفيه النَّهيُ عمَّا يُفضي إلى المحذورِ وإنْ لم يكُنِ المحذورُ محقَّقًا، سواءٌ كان ذلك في جدٍّ أو هزْلٍ.
          وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ في «الأدب».


[1] في (ع): «لذلك».
[2] «أبو بكر»: ليس في (د).
[3] في (ع): «جاء».
[4] «بالفساد»: مثبت من(د) و(س).