إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أما هو فقد جاءه اليقين إني لأرجو له الخير من الله

          7018- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) هو: لقبُ عبد الله بنِ عثمان المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المبارك المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو: ابنُ راشدٍ، الأزديُّ مَولاهم (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بن مسلمٍ (عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ) الأنصاريِّ المدنيِّ الفقيه (عَنْ(1) أُمِّ العَلَاءِ) بفتح العين المهملة والهمز، بنت الحارث بنِ ثابت بنِ خارجة، واسمها كنيتها. قال الزُّهريُّ: (وَهْيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ) أي: من نساءِ الأنصار (بَايَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلعم ) أنَّها (قَالَتْ: طَارَ لَنَا) أي: وقع في سهمنا (عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ) بالظاء المعجمة الساكنة (فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتِ الأَنْصَارُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”حين أقرعتِ الأنصار“ بإسقاط الفوقية بعد القاف (عَلَى سُكْنَى المُهَاجِرِينَ) لمَّا قدموا من مكَّة إلى المدينةِ (فَاشْتَكَى) أي: مرضَ عثمانُ بعد أن أقام مدَّةً (فَمَرَّضْنَاهُ) بتشديد الراء، فقمنَا بأمرهِ في / مرضهِ (حَتَّى تُوُفِّي) فغسَّلناه (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ) أي: كفَّناه فيها (فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلعم فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ) يا (أَبَا السَّائِبِ) وهي كنيةِ ابن مَظْعون (فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ) أي: لك (لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ) أي: أقسِمُ لقد أكرمَك الله (قَالَ) رسولُ الله صلعم : (وَمَا يُدْرِيكِ؟) بكسر الكاف، أي: من أين علمتِ، زاد في «باب رؤيا النِّساء»: «أنَّ الله أكرمه» [خ¦7003] (قُلْتُ: لَا أَدْرِي وَاللهِ. قَالَ) صلعم : (أَمَّا) بتشديد الميم (هُوَ) أي: عثمان (فَقَدْ جَاءَهُ اليَقِينُ) أي: الموتُ (إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ مِنَ اللهِ، وَاللهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”به“ بالهاء بدل التحتية، أي: بعثمان (وَلَا بِكُمْ، قَالَتْ‼ أُمُّ العَلَاءِ) ♦ : (فَوَ اللهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ. قَالَتْ: وَرَأَيْتُ) ولأبي ذرٍّ وابنِ عساكرَ: ”وأُرِيت“ بتقديم الهمزة مضمومة على الراء المكسورة (لِعُثْمَانَ) بن مظعون (فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ) الَّذي رأيته (لَهُ) ╕ (فَقَالَ: ذَاكِ) بالكسر (عَمَلُهُ) الَّذي كان عمله في حياته كصدقةٍ جارية (يَجْرِي لَهُ) ثوابها بعد موته، وكان عثمان من الأغنياءِ فلا يبعدُ(2) أن يكون له صدقة استمرَّت بعد موتهِ، وقد كان له ولدٌ صالحٌ أيضًا وهو السَّائب.
          والحديث سبق في «باب رؤيا النساء» [خ¦7003] وغيره [خ¦1243] [خ¦3929].


[1] في (د) زيادة: «أمه».
[2] في (ص) و(د): «بعد».