تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافًا}

          ░53▒ (بَابُ قَولِ اللهِ تَعَالَى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ الحَافًا} [البقرة:273]) أي إلحاحًا، بأن يلازم المسؤول حتَّى يعطيه، ومعناه(1) أنَّهم يسألون ولا يُلِحُّونَ في المسألة أو لا يسألون(2) أصلًا، كقولهم(3) : لا ضبَّ بها يَنْجَحِرُ، أي لا ضبَّ(4) ولا انجِحَارَ(5)، أي لا يكون منهم سؤالٌ حتَّى يكون فيه إلحاف. (وَكَمِ الغِنَى) أي مقداره المانع من السُّؤال، ولم يصرِّح به في الحديث، فقيل: هي(6) قدر ما يُغدِّيه(7) ويُعشِّيه، وقيل: ما يكفي غداءً وعشاءً، وقيل ما يكفي غداء وعشاء(8) دائمًا.
          (وَقَوْلِ النَّبِيِّ) بالجرِّ عطف على قول الله، ومقولُه(9) قوله: (وَلَا يَجِدُ غِنًى) بكسر الغين، والقصر اليسار. (يُغْنِيْهِ) أي السَّائل جوازًا هو من لا يجد ذلك. ({لِلْفُقَرَاءِ}) في نسخة: <لقول الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ}، و(لِلْفُقَرَاءِ) متعلِّقٌ بمحذوف، أي اجعلوا صدقاتكم للفقراء المذكورين ({أُحْصِرُوا}) أي أحصرهم(10) الجهاد ({لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ} [البقرة:273]) ساقط من نسخة.


[1] في (ط): ((ومعنان)).
[2] قوله: ((أو لا يسألون)) ليس في (ط).
[3] في (ط): ((لقولهم)).
[4] قوله: ((ينجحر أي لا ضب)) ليس في (ط).
[5] في (ط): ((نجار)).
[6] في (ع)و (د): ((هو)).
[7] في غير (ع) و(ط) و (د): ((يغذيه)).
[8] قوله: ((وقيل ما يكفي غداء وعشاء)) ليس في (ع) و(ط).
[9] في (ع): ((ومقول)).
[10] في (ط): ((حصرهم)).