تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله.

          1399- (ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ) بحاء مهملة وزاي(1).
          (وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ ☺) أي خليفةً. (وكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ) أي(2) ومنع من بقي على الإيمان الزَّكاة، فأراد أبو بكر أن يقاتل مانعيها(3). (مَنْ(4) قَالَهَا) أي كلمة التَّوحيد، أخذ عمر بظاهره فقال ما قال، وأخذ أبو بكر بالمعنى المراد منه إذ(5) المراد فمن قالها مع توابعها لخبر ابن عمر: ((أمرتُ أنْ أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يقولُوا لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وَيقيمُوا الصَّلاةَ، ويُؤتوا الزَّكاةَ)) [خ¦25] فكأنَّ عمر لم يستحضر هذا الخبر، ولا قول الرَّاوي هنا (إِلَّا بِحَقِّه).
          1400- (عَنَاقًا) بفتح المهملة الأنثى من المعز. (أَنْ قَدْ) لفظ (قد) ساقط من نسخة. (فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ) أي للدَّليل الَّذي أقامه أبو بكر لا أنَّه قلَّده لأنَّ المجتهد لا يقلد مجتهدًا.
          وفي الحديث(6) فضيلة(7) أبي بكر، وجواز القياس والعمل به، والحلف وإن كان في غير مجلس الحكم(8)، واجتهاد الأئمة في النوازل، والمناظرة، والرجوع لقائل الحقِّ، والزَّكاة في السِّخال(9)، وأن حول النِّتاج حول الأمهات، وإلا لم يجز أخذ العناق.


[1] قوله: ((وزاي)) ليس في (د).
[2] قوله: ((أي)) ليس في (ع).
[3] في (ع): ((مانعها)) وفي (ط): ((ما بعثها)).
[4] في (ع) و(ط) و(ص): ((فمن))، و في (د): ((عمن)).
[5] في (د): ((أن)).
[6] قوله: ((الحديث)) ليس في (ط).
[7] في (ص): ((فضل))، و في (د): ((فضله)).
[8] في حاشية (ص): ((على قوله: (والحلف) إلى آخره فإنه غير ظاهر، والصواب أن فيه جواز الحلف من غير استحلاف، تأمل لأن ما قاله يكون من أحد المتداعيين وهنا ليس كذلك. تأمل)).
[9] في (ع): ((السحال)).