تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: اتقوا النار ولو بشق تمرة

          ░10▒ (بَابُ اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمْرَةٍ) بكسر الشِّين أي اتَّقوها بالصَّدقة ولو كانت بشقِّ تمرة. (وَالقَلِيْلِ مِنَ الصَّدَقَةِ) بالجرِّ عطفٌ على شقِّ تمرة، من عطف العامِّ على الخاصِّ.
          ({وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِم}الآية) أي(1) إلى قوله: {بَصِيْر} [البقرة:265]. ذكر هذه الآية لمناسبتها التَّرجمة لاشتمالها على قليل الصَّدقة وكثيرها، وعلى الحثِّ على الصَّدقة مطلقًا.
          وإلى قوله: ({مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}) هي قوله: ({أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [البقرة:266] وهمزةُ ({أَيَوَدُّ}) للإنكار، في(2) نسخة: <{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهُمُ} إِلَى قَوْلِهِ: {فِيْهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}>.
          وكأنَّ البخاريَّ أتبع الآية الأولى الَّتي ضُرِبَتْ مثلًا بالرَّبوة بالآية الثَّانية، الَّتي تضمَّنت ضرب المثل لمن عمل عملًا يفقده أحوج ما كان إليه للإشارة إلى اجتناب الرِّياء في الصَّدقة ولأنَّ قوله تعالى: ({وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة:266]) يشعر بالوعيد بعد الوعد، فأوضحه بذكر الآية الثَّانية، ولعلَّ هذا هو السِّرُّ في اقتصاره على بعضها اختصارًا، والرَّبوة المكان المرتفع على(3) المستوي من الأرض.


[1] قوله: ((أي)) ليس في (ط).
[2] في (ع) و(ط) و(ص)و (د): ((وفي)).
[3] قوله: ((على)) ليس في (ع) و(ط) و(ص)و (د).