التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان فأتيت بطست من ذهب

          3207- قوله: (حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ): تَقَدَّمَ مَرَّاتٍ أنَّه بضَمِّ الهاء، وإسكان الدال المُهْمَلَة، ثمَّ مُوَحَّدة، ثمَّ تاء التأنيث، وتَقَدَّمَ أنَّه يقال له: هدَّاب، وكذا تَقَدَّمَ (هَمَّام): أنَّه ابنُ يحيى العَوْذيُّ الحافظ، وتَقَدَّمَ الكلام على نسبتِه وترجمته [خ¦219].
          قوله: (ح): تَقَدَّمَ الكلام عليها كتابةً ونطقًا في أوَّل هذا التعليق [خ¦6].
          قوله: (وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ): تَقَدَّمَ أنَّه خليفةُ بن خيَّاط، أبو عَمرو، شَبابٌ العُصفريُّ الحافظُ، وتَقَدَّمَ أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال لي فلان) أنَّه يكون قد أخذه عنه(1) حالَ المذاكرة غالبًا [خ¦142]، والله أعلم.
          قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ): أمَّا (سعيد)؛ فهو ابنُ أبي عَرُوبة، وقد تَقَدَّمَ مَرَّاتٍ ما قاله شيخُنا فيه في «القاموس» [خ¦284]، وأمَّا (هشام)؛ فهو الدَّسْتوائيُّ [خ¦44]، تقدَّما مترجمَين، وكذا تَقَدَّمَ (مَالِك ابْن صَعْصَعَةَ) ☺.
          قوله: (بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ): سيأتي الكلام لمَّا أُسرِيَ به ╕ أين كان، والجمع بين الرواياتِ [خ¦3887].
          قوله: (فَأُتِيتُ): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (بِطَسْتٍ): تَقَدَّمَ الكلام عليه، ولُغاته، وما استُنبِط منه، في أوَّل (الصلاة) [خ¦349].
          قوله: (إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ): هو بفتح الميم، وتخفيف الراء، وفي آخره قاف مُشَدَّدة، وفي «الصحاح»: (ومَرَاقُّ البطن: ما رقَّ ولان منه، لا واحد لها)، انتهى.
          ورأيت في نسخة صحيحه في هامشها: (مُرَاقِّ)؛ بضَمِّ الميم، وفي الأصل بفتح الميم.
          قوله: (مُلِئَ): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (مَلآن)، والأُولى في أصل الدِّمْيَاطيِّ، كذا نقل شيخنا، وقال عن ابن التين: (إنَّه ضبطها «مَلْأَى» على وزن «سَكْرى»)، انتهى، وهذه رأيتها في بعض النسخ، وقد قَدَّمْتُ في أوَّل (الصلاة) سؤالًا _وهو أنَّ الحكمة والإيمان معنيان_ وجوابه [خ¦349].
          قوله: (وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ): (أُتِيت): أيضًا مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: (الْبُرَاقُ): مَرْفُوعٌ، وهو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو البراقُ، ويجوز الجرُّ على البدل، سيأتي الكلام عليه فيما يأتي، وأذكر ما جاء في صفته إن شاء الله تعالى [خ¦3887].
          قوله: (قِيلَ: مَنْ هَذَا؟): تَقَدَّمَ أنَّ خازن السماء الدنيا اسمه إسماعيل، وعَزَوتُه، وقدَّمتُ أنَّ (إسماعيل) معناه: مطيع الله [خ¦349]. /
          قوله: (وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟): تَقَدَّمَ الكلام عليه في (الصلاة)، وأنَّ معناه: أُرسِل إليه للإسراءِ؟ [خ¦349].
          قوله: (فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ): تَقَدَّمَ الكلام على الأنبياء المذكورين، وما قاله ابن بَطَّالٍ، وما قاله السُّهَيليُّ، في أوَّل (كتاب الصلاة) [خ¦349].
          قوله: (فَأَتَيْتُ عَلَى(2) إِدْرِيسَ...) إلى قوله: (مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ): تَقَدَّمَ الكلام عليه، وأنَّه هل هو في عمود نسبه ╕، أم لا؟ في أوَّل هذا التعليق [خ¦349].
          قوله: (فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ...) إلى أن قال: (فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى): تَقَدَّمَ في «الصلاة» بعضُ كلامٍ في ذلك [خ¦349]، وأنِّي أذكر في آخر «الصحيح» عنه جوابَين [خ¦7517]، فإنَّ هنا: أنَّ موسى في السادسة، وإبراهيم في السابعة، وفي (الصلاة) [خ¦349]: أنَّ إبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة، على عكس هذا، والله أعلم.
          قوله: (هَذَا الْغُلَامُ): تَقَدَّمَ الكلام على [الغلام] [خ¦117]، وأنَّه هنا: الرجل المستحكم القوَّة، وتَقَدَّمَ كلام الداوديِّ.
          قوله: (أَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي): (أفضلُ): مَرْفُوعٌ غير مُنَوَّن؛ لأنَّه لا ينصرف، والظاهر أنَّ معناه: أكثر؛ بدليل أنَّ في بعض طرقه في هذا «الصحيح»: (أكثر) [خ¦3887].
          قوله: (فَرُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ): قد اختُلِف في البيت المعمور وفي مكانه، فقيل: إنَّه البيت الذي بناه آدمُ أوَّلَ ما نزل إلى الأرض، فرُفِع إلى السماء في أيَّام الطُّوفان، وأنَّه الضُّرَاح _بالضاد المُعْجَمَة المضمومة، وتخفيف الراء، وفي آخره حاء مهملة_؛ لأنَّه ضُرح عن الأرض إلى السماء؛ أي: أُبعِد، وقال محمود بن عمر: (ويقال له: الضريح أيضًا، وعن ابن عَبَّاس والحسن: أنَّه البيت الذي بمكَّة، معمورٌ بمَن يطوف به، وعن مُحَمَّد بن عبَّاد بن جعفر: أنَّه كان يستقبل القبلة ويقول: وا حبَّذا بيت ربِّي ما أحسنه وأجمله! هذا والله البيت المعمور، وقيل: البيت المعمور في السماء الدنيا، أو الرابعة، أو السادسة(3)، أو السابعة؛ أقوال، وعن جعفر بن مُحَمَّد عن آبائه: أنَّه تحت العرش، قاله شيخنا، انتهى، وفي «القاموس» لمجد الدين: أنَّه في السماء الرابعة.
          قوله (آخِرَ مَا عَلَيْهم): يجوز في (آخر) الفتح والضمُّ، قال ابن قرقول: (الضمُّ أوجه، والفتح فيه على الظرف)، انتهى، وهو في الأصل الذي سمعت فيه على العِرَاقيِّ مفتوحُ الراء، مُصحَّح عليه، والله أعلم.
          قوله: (ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى): تَقَدَّمَ الكلام عليها في أوَّل «الصلاة»؛ ما المعنى في كونها سِدْرَةً دون غيرها من الشجر [خ¦349].
          قوله: (نَبِقُهَا): هو بكسر المُوَحَّدة، ويجوز سكونها؛ لغتان(4)، وهو ثمرُ السِّدْرِ.
          قوله: (كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرٍ): (هَجَر) هذه: قرية بقرب المدينة المشرَّفة، كانت القِلَال تُعمَل بها أوَّلًا، ثمَّ عُمِلَت بالمدينة، وليست التي بالبحرين، والتي بالبحرين تَقَدَّمَ الكلام عليها [خ¦3156]، والتي بقرب المدينة لا تنصرف؛ للعلميَّة والتأنيث، والتي بالبحرين حكى الجوهريُّ صرفَها مقتصرًا عليه، وينبغي أن يجيءَ فيها ما يجيءُ في نظائرها؛ إن أراد الشخصُ الموضِعَ؛ صرف، وإن أراد البقعة؛ لم يصرف، والله أعلم.
          قوله: (أَمَّا الْبَاطِنَانِ؛ فَفِي الْجَنَّةِ): قال النَّوويُّ عن مقاتل: (هما السَّلْسبيل والكوثرُ).
          قوله: (الفُرَاتُ): هو بتاء ممدودة، ولا تجوز بالهاء، وفي (التاء) أخرجه الجوهريُّ.
          تنبيهٌ: رأيت في «تاريخ» الحافظ الرئيس الصاحب كمالِ الدين عمرَ بنِ أحمدَ بنِ هبة الله ابن العديم في الجزء الأوَّل من المُبَيَّضة بخطِّه: (أنَّه قرأ بخطِّ الحافظ السِّلَفيِّ في رسالة كتبها أبو المظفَّر إبراهيمُ بنُ أحمد بن اللَّيث الأزديُّ(5) إلى إِلْكِيَا أبي الفتح الحسنِ بن عبد الله بن صالح الأصبهانيِّ(6) يذكر فيها سَفْرته، قال في أثنائها: إلى أن حصلنا بشطِّ الفرات، [وهم يقولونها: «الفراه»؛ بالهاء]، ولم أكُ أُحِقُّها حتى قرأت في بعض الكتب أنَّه يقال: فرات وفراه؛ كما يقال: عنكبوت وعنكبوه، وتابوت وتابوه، وهذا على أن يكون لغةً لهم، ولا يكون(7) على سبيل الاعتقاب)، انتهى، وهذا غريبٌ.
          قوله: (فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عَشْرًا): تَقَدَّمَ الكلام في الجمع بين هذه وبين الرِّوايات الأُخَر في (الصلاة) [خ¦349].
          قوله: (قُلْتُ: قَدْ جَعَلَهَا خَمْسًا، فَقَالَ مِثْلَهُ): سيأتي ما في ذلك وأنَّ فيه نظرًا بعد أن يقول ربُّه تعالى: (هي خمس، وهي خمسون، لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ) _كما في رواية أخرى [خ¦349]_ كيف يقول موسى له مثله؛ أي: راجع ربَّك؟! [خ¦7517] ومرَّ بي(8) في بعض الأحاديث: أنَّه ╕ قال لموسى ما قاله الربُّ تعالى: «لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ»، فقال له موسى: راجع ربَّك.
          قوله: (وَأَجْزِي): هو بفتح الهمزة في أوَّله، وكسر الزاي، ثُلاثيٌّ، وهذا ظاهِرٌ، وكذا في أصلنا، ويجوز فيه للرُّباعيِّ، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [عَنِ النَّبِيِّ صلعم]: فِي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ): هذا تعليقٌ مجزومٌ به، فهو صحيحٌ منه إلى همَّام، وأمَّا منه إلى آخره؛ قد يكون صحيحًا، وقد يكون لا؛ كهذا؛ وذلك لأنَّه تُكُلِّم في سماع الحسن _وهو ابن أبي الحسن_ من أبي هريرة، فقال أيُّوبُ وعليُّ بن زيد وبَهْزُ بنُ أسد: لم يسمعِ الحسنُ من أبي هريرة، وقال يونسُ بن عُبيد: (ما رآه قطُّ)، وذكر أبو زُرعة وأبو حاتم: أنَّ مَن قال عن الحسن: (حدَّثنا أبو هريرة)؛ فقد أخطأ، وقال النَّسائيُّ في «الصُّغرى» عَقِبَ حديث: «المختلعات هنَّ المنافقات»: (لم يسمع الحسنُ من أبي هريرة)، وفي «المسند» قال عبدُ الله بن أحمدَ عقيب حديثِ أبي هريرةَ: «تجيء الأعمال يوم القيامة، فتجيء الصلاة...»؛ الحديث: (عبَّاد بن راشد ثقة، ولكنَّ الحسنَ لم يسمع من أبي هريرة)، هذا لفظه، وهو في السند: (حدَّثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة)، والحسنُ مشهورٌ بالتدليس، والله أعلم.
          و(همَّام) المعلَّق عنه: هو ابن يحيى العَوْذِيُّ الحافظ، تَقَدَّمَ مرارًا ومرةً مُتَرْجَمًا [خ¦219]، وتعليق همَّام ليس في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا.


[1] زيد في (ب): (في).
[2] في (ب): (إلى)، والمثبت موافقٌ لما في «الصَّحيح».
[3] (أو السادسة): ليس في (ب).
[4] (لغتان): ليس في (ب).
[5] في (أ) تبعًا لمصدره: (الأذري)، وفي (ب): (الأزدري)، والمثبت من الموضع اللاحق عند المصنِّف عند الحديث ░7119▒ وهو الصواب.
[6] في (ب): (الأصفهاني).
[7] في (أ): (ركون)، وفي (ب): (ولأن تكون)، ولَعَلَّ المُثْبَتَ هو الصَّوابُ.
[8] في (ب): (لي).