شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة

          ░5▒ بَابُ إِخْرَاجِ أَهْلِ المَعَاصِي وَالخُصُومِ مِنَ البُيُوتِ بَعْدَ المَعْرِفَةِ، وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ حِينَ نَاحَتْ.
          فيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، قالَ:(1) قَالَ النَّبيُّ صلعم: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى مَنَازِلِ قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ). [خ¦2420]
          قال المُهَلَّبُ: فيه مِنَ الفقهِ أنَّ مَنْ تركَ سُنَّةً مِنْ سُنَنِ النَّبِيِّ صلعم المجتمعِ عليها في الإقامةِ، أنَّه يُعَاقَبُ في نفسِهِ ومالِهِ، لأنَّ حرقَ المنازلِ عقوبةٌ(2) في المالِ على عملِ الأبدانِ، فإذا كانت العقوبةُ تتعدَّى إلى المالِ عن البدنِ، فهي أحرى أن تقعَ في البدنِ.
          وفيه أنَّ العقوباتِ على أمورِ الدِّينِ الَّتي لا حدودَ فيها موكولةٌ إلى اجتهادِ الإمامِ لقوله: (لَقَدْ هَمَمْتُ) فهذا نظرٌ واجتهادٌ.
          وقد قالَ قومٌ: إنَّ هذا الحديثَ في المنافقينَ، وليس كذلك، لأنَّ النَّبيَّ صلعم لم يعنِ(3) بإخراجِ المنافقين إلى الصَّلَاةِ، ولا التفتَ إلى شيءٍ(4) مِنْ أمرِهم، وقيل فيه: إنَّه في المؤمنينَ، وقد تَقَدَّمَ القولانِ في باب وجوبِ صلاةِ الجماعةِ [خ¦644]، وسيأتي في كتابِ الأحكامِ [خ¦7224] إنْ شاءَ اللهُ مِنَ الكلامِ شيءٌ(5) في معنى هذا البابِ تركتُه لأنَّه بَوَّبَ بهذا الحديثِ(6) بعينِه(7)، وذكرَ هذا الحديثَ فيه.


[1] قوله: ((قال)) ليس في (ز).
[2] في (ز): ((معاقبة)).
[3] في (ز): ((يعد)).
[4] في (ز): ((التفت شيئًا)).
[5] في (ز): ((شيءٌ من الكلام)).
[6] قوله: ((تركته لأنَّه بوَّب بهذا الحديث)) ليس في (ص).
[7] في (ز): ((لعينه)).