إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا

          5746- وبه قالَ: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثنا“ بالجمع (صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ) المروزيُّ قالَ: (أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيانُ (عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ) الأنصاريِّ (عَنْ عَمْرَةَ) بنت عبدِ الرَّحمن (عَنْ عَائِشَةَ) ♦ ، أنَّها (قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ(1) صلعم يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ) للمريض: (بِسْمِ اللهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا وَرِيقَةُ بَعْضِنَا، يُشْفَى) بضم أوَّله وفتح ثالثه (سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا) قالَ التُّوربشتيُّ: الَّذي يسبق إلى الفهمِ من صنيعه(2) ذلك ومن قوله: «تربةُ أرضنا» إشارةٌ إلى فطرةِ آدمَ، «وريقةُ بعضنا» إلى النُّطفة الَّتي خُلق منها الإنسان، فكأنَّه يتضرَّعُ بلسان الحالِ، ويعرضُ بفحوى المقال: إنَّك اخترعت الأصل الأوَّل من طينٍ، ثمَّ أبدعتَ بنيه من ماءٍ مهينٍ، فهيِّنٌ عليك أنْ تشفيَ من كانت هذه نشأتهُ.


[1] في (ب) و(س): «رسول الله».
[2] هكذا في مخطوطتي عاطف أفندي (556) وفاتح (967) من كتاب «الميسر»، وفي كل الأصول: «صيغة».