إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن

          5689- وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذرٍّ بالإفراد (حِبَّانُ بْنُ مُوسَى) بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحدة، المَرْوزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بنُ المبارك المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ) الأيليُّ (عَنْ عُقَيْلٍ) بضم العين، ابن خالدٍ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ (عَنْ عُرْوَةَ) بن الزُّبير بن العوَّام (عَنْ عَائِشَةَ ♦ أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ) أن يُصْنَعَ (لِلْمَرِيضِ) وعندَ الإسماعيليِّ: ”بالتَّلبينةِ“ بزيادة الهاء (وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى) الشَّخص (الهَالِكِ) الميِّت، وفي رواية اللَّيث عن عقيل [خ¦5417] «أنَّ عائشةَ كانت إذا مات الميِّتُ من أهلهَا فاجتمع لذلك النِّساء ثمَّ تفرَّقنَ، أمرتْ ببُرمةِ تلبينةٍ فطُبختْ، ثمَّ قالت: كُلُوا منها» [خ¦5417] (وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ) بضم الفوقية وكسر الجيم وتشديد الميم، ويجوز فتح الفوقية وضم الجيم، تريحُ (فُؤَادَ المَرِيضِ وَتَذْهَبُ) بفتح التاء والهاء في الفَرع (بِبَعْضِ الحُزْنِ) بضم الحاء وسكون الزاي أو بفتحهما، والمرادُ بالفُؤادِ رأسُ المعدةِ، فإنَّ فُؤادَ الحزينِ‼ يضعفُ باستيلاءِ اليُبس على أعضائهِ وعلى معدتِه خاصَّة لتقليل الغذاء، والحساء يُرطِّبها ويغذِّيها(1) ويفعلُ مثل ذلك بفؤادِ المريضِ، لكن المريض كثيرًا ما يجتمعُ في معدتهِ خلطٌ مراريٌّ أو بلغميٌّ أو صديديٌّ، وهذا الحساءُ يجلو ذلك عن(2) المعدة.
          وسبقَ الحديثُ بـ «الأطعمةِ» [خ¦5417].


[1] في (ل): «ويُعَدِّلها».
[2] في (م): «من».