إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن ناسًا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي أن يلحقوا

          5686- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ) هو ابنُ يحيى بن دينار (عَنْ قَتَادَةَ) بنِ دعامة (عَنْ أَنَسٍ ☺ : أَنَّ نَاسًا) من عُرينة (اجْتَوَوْا فِي المَدِينَةِ) حصلَ لهم فيها الجوى، وفي رواية أبي قلابة عن أنسٍ: «اجتووا المدينةَ» [خ¦233] فأسقط الجار، أي: استوخموها (فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلعم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ) يسار النُّوبيِّ (يَعْنِي الإِبِلَ) ولمسلمٍ من هذا الوجه «أنْ يلحقوا براعي الإبل» (فَيَشْرَبُوا / مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا) للتَّداوي، ويحتملُ أن يكون قبلَ نزولِ التَّحريم، واستدلَّ بظاهره من قال من الأئمة ما أُكِلَ لحمْهُ فبولُه طاهرٌ، ومباحثهُ سبقت في «الطَّهارة» [خ¦233] (فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ)(1) ╕ يسار (فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ) بفتح اللام، ولأبي ذرٍّ عنِ الكُشميهنيِّ: ”حتَّى صحَّت“ بإسقاط اللام وتشديد الحاء (فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإِبِلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلعم ) ذلك (فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ) كرز بن جابر في عشرين، فأدركُوهم فأخذوهُم(2) (فَجِيءَ بِهِمْ) إلى رسولِ الله صلعم (فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ) أي: أمر من فعل بهم ذلك.
          (قَالَ قَتَادَةُ) بن دِعامة، بالإسناد المتقدِّم: (فَحَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَنَّ ذَلِكَ) المذكور من سَمْرِ أعيُنِهم (كَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الحُدُودُ) بفتح الفوقية وكسر الزاي، وهذا(3) معارَضٌ بقولِ أنسٍ المرويِّ في مسلمٍ من طريق سليمان التَّيميِّ: «إنَّما سملهمُ النَّبيُّ صلعم (4) لأنَّهم سملُوا أعينَ الرُّعاة»(5).
          ومبحثُ ذلك يأتي إن شاء الله تعالى في «كتاب الدِّيات» [خ¦6899] بعون الله وقوَّته.
          والحديثُ أخرجه أيضًا في «الحدودِ» [خ¦6802].


[1] «براعيه»: ليست في (ص).
[2] في (د): «فأخذوا».
[3] في (د): «هذا».
[4] «إنما سملهم النبي صلعم »: ليست في (د)، وفي (د): «أنهم».
[5] في (م) و(د): «الراعي». وفي صحيح مسلم «الرِّعاء».