إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى

          5674- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو: عبدُ الله بن محمَّد بن أبي شيبةَ الحافظُ أبو بكرٍ العبسيُّ(1)، مولاهُم الكوفيُّ، صاحبُ التَّصانيف، قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ هِشَامٍ) هو ابنُ عروة (عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) بفتح العين الموحدة المشددة (بْنِ الزُّبَيْرِ) بن العوَّام، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ‼ ♦ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم ) في مرضِ موته (وَهْوَ مُسْتَنِدٌ إِلَيَّ) بتشديد التَّحتية، والجملة حاليَّة (يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي) بهمزتي(2) وصل فيهما (وَأَلْحِقْنِي) بهمزة قطعٍ (بِالرَّفِيقِ) زاد في رواية «الأعلَى» والمرادُ الملائكة أصحابُ الملإ الأعلى، وهذا قالهُ صلعم بعد أن تحقَّق الوفاة حينئذٍ، لما رأى من(3) الملائكة المبشِّرة له بكمالِ الدَّرجة الرَّفيعة وغير ذلك، وليس نبيٌّ يقبضُ حتَّى يخيَّر، والنَّهي مختصٌّ بالحالة الَّتي قبل الموتِ، كما سبق في رواية همَّام، عن أبي هريرة [خ¦5673]. قال في «الفتح»: ولهذه النُّكتة عقَّب البخاريُّ حديث أبي هُريرة بحديثِ عائشةَ ♦ : «اللَّهمَّ اغفِرْ لي وارحَمنِي...» إلى آخره، قال(4): فللَّه درُّ البُخاريِّ ما أكثرَ استحضارهِ وإيثارهِ الأخفَى على الأجلى تشحيذًا للأذهانِ. قال: وقد خفي صَنيعه هذا على من جعلَ حديث عائشةَ في(5) البابِ معارضًا لأحاديثِ الباب أو ناسخًا لها. والله الموفِّق والمعينُ على ما بقيَ في عافيةٍ بلا محنةٍ.
          وهذا الحديث مضى في «المغازي» في «باب مرضِ النَّبيِّ صلعم » [خ¦4440].


[1] في (ج): «العيشي».
[2] في (ص) و(م): «بهمزة».
[3] «من»: ليست في (م).
[4] «قال»: ليست في (د).
[5] في (م) زيادة: «هذا».