إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: رأيت النبي يأكل الرطب بالقثاء

          5440- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) العامريُّ الأويسيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين (عَنْ أَبِيهِ) سعد بنِ إبراهيم بنِ عبد الرَّحمن بنِ عوف (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ) أوَّل من ولد من المهاجرين بالحبشةِ، وله صحبة ( ☻ (1)) أنَّه (قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلعم يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالقِثَّاءِ) ولمسلم: «يأكل القثَّاء بالرُّطب» كلفظ التَّرجمة، وإنَّما جمع صلعم ‼ بينهما ليعتدلا فإنَّ كلَّ واحدٍ منهما مصلحٌ للآخر مزيلٌ لأكثرِ ضرره، فالقثَّاء مسكِّنٌ للعطشِ منعشٌ للقوى بشمِّه لما فيه من العطريَّة، مطفئٌ لحرارة المعدة الملتهبةِ، غير سريع الفساد، والرُّطب حارٌّ في الأولى رطبٌ في الثَّانية يقوِّي المعدة الباردة لكنَّه معطِّشٌ، سريع التَّعفُّن، معكِّرٌ للدَّم، مصدِّع، فقابل الشَّيء البارد بالمضادِّ له، فإنَّ القثاء إذا أكل معه ما يصلحُه كالرُّطب أو الزَّبيب أو العسل عدَّله، ولذا(2) كان مُسَمِّنًا مُخْصِبًا للبدن.
          وفي حديث أبي داود وابن ماجه: عن عائشة ♦ قالت: «أرادت أمِّي أن تسمِّنني لدخولي على رسولِ الله صلعم فلم أُقْبِل عليها بشيءٍ حتَّى أطعمتنِي القثَّاء بالرُّطب فسمنتُ عليه كأحسن السِّمن».
          وروى الطَّبرانيُّ في «الأوسط» من حديث عبدِ الله بنِ جعفر قال: «رأيتُ في يمينِ رسولِ الله صلعم قثَّاء، وفي شمالهِ رطبات وهو يأكل من ذا مرَّة ومن ذا مرَّة». لكن في إسناده أصرمُ بن حوشب ضعيفٌ جدًّا، ولعلَّه إن ثبتَ كان يأخذُ بيده اليمنى من الشِّمال رطبة رطبة فيأكلها مع القثَّاء الَّتي في يمينه.
          وحديثُ الباب أخرجهُ مسلمٌ في «الأطعمةِ»، وكذا(3) أبو داود والتِّرمذيُّ وابن ماجه.


[1] في (د): «عنه».
[2] في (ص): «لذلك».
[3] «وكذا»: ليست في (م).