إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنت ألزم النبي لشبع بطني حين لا آكل الخمير

          5432- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ شَيْبَةَ) هو عبدُ الرَّحمن بن عبد الملك بنِ محمد بن شيبة القرشيُّ الحِزَاميُّ _بالحاء المهملة والزاي_. وقول بعضهم: ابن أبي شيبة، غلطٌ فليس فيه لفظ «أبي» (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (ابْنُ أَبِي الفُدَيْكِ(1)) بإثبات لفظ «أبي» في هذا، والفُدَيك(2) _بضم الفاء وفتح الدال المهملة وبعد التَّحتية الساكنة كاف_ محمد بن إسماعيل ابنِ أبي فديك (عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ) محمد بن عبد الرَّحمن (عَنِ المَقْبُرِيِّ) بضم الموحدة، سعيد(3) ابن أبي سعيد (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنْتُ أَلْزَمُ) بفتح الهمزة والزاي (النَّبِيَّ صلعم لِشِبَع بَطْنِي) بكسر الشين المعجمة وفتح الموحدة، أي: لأجلِ شبعِ بطني، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”بشبع“ بالموحدةِ بدل اللَّام، أي: بسببِ شبعِ بطني (حِينَ لَا آكُلُ) الخبز (الخَمِيرَ، وَلَا أَلْبَسُ الحَرِيرَ) قال في «المطالع»: كذا لجميعهم براءين في «كتاب الأطعمةِ» من غير خلافٍ. وللأَصيليِّ والقابسيِّ والحَمُّويي والنَّسفيِّ وعبدوس في «كتاب المناقب» [خ¦3708]: «الحبير» بالباء الموحدة بدلًا من: «الحرير» ولغيرهم فيه: ”الحرير“ كما في «الأطعمة». والحبير: هو الثَّوب المحبر المزيَّن الملوَّن / مأخوذٌ من التَّحبير وهو التَّحسين (وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ) كنايةٌ عن الخادمِ والخادمة (وَأُلْصِقُ بَطْنِي بِالحَصْبَاءِ) من الجوعِ لتسكن حرارتُه ببردِ الحصباء (وَأَسْتَقْرِئ الرَّجُلَ الآيَةَ وَهْيَ مَعِي) أحفظها (كَيْ يَنْقَلِبَ بِي) إلى منزله (فَيُطْعِمَنِي) بضم التحتية وكسر العين ونصب الميم (وَخَيْرُ النَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَنْقَلِبُ بِنَا) إلى بيتهِ (فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ) بكسر الهمزة (لَيُخْرِجُ) بضم الياء وكسر الراء (إِلَيْنَا العُكَّةَ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ فَنَشْتَقَّهَا) بنون مفتوحة فمعجمة ساكنة ففوقية مفتوحة فقاف مشددة مفتوحة. وللأَصيليِّ وأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”فنستفها“ بسين «مهملة» بدل: «المعجمة»، و«فاء» بدل: «القاف»، وضبطه القاضي عياض بالشين المعجمة والفاء. قال ابنُ قُرْقُول: في «المطالع»: كذا لهم، أي: بالمعجمة والفاء، أي: نتقصى ما فيها من بقيَّة(4). قال: ورواهُ المروزيُّ والبلخيُّ بالسين(5) والقاف، وهو أوجهُ مع قولهم(6): (فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا) ولذا رجَّحها السَّفاقِسيُّ، ولأنَّ المراد أنَّهم‼ لعقوا ما فيها بعد أن قطعوها ليتمكَّنوا من ذلك.
          وهذا الحديثُ قد سبق في «مناقب جعفر» [خ¦3708].


[1] وفي (د): «فديك».
[2] في (د): «وفديك».
[3] في (ب) و(س) و(ص): «سعد».
[4] «من بقية»: ليست في (م).
[5] في كل النسخ: «بالشين» والتصحيح من «المطالع» و«المشارق» وغيرهما.
[6] في (د): «قوله».