إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم

          5418- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بُنْدَار العَبْديُّ‼ قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمَّد بن جعفر قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ) بفتح العين في الأول، وضم الميم وتشديد الراء في الثَّاني (الجَمَلِيِّ) بفتح الجيم والميم، نسبةً إلى جملٍ؛ بطنٍ من مرادٍ (عَنْ مُرَّةَ) بضم الميم وتشديد الراء (الهَمْدَانِيِّ) بفتح الهاء وسكون الميم، الكوفيِّ (عَنْ أَبِي مُوسَى) عبد الله بن قيسٍ (الأَشْعَرِيِّ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: كَمَلَ) بفتح الكاف والميم وتضم (مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ) بضم الميم (مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) لما فيه من تيسير المؤونةِ، وسهولةِ الإساغة، وكان أجلَّ أطعمتِهِم يومئذٍ، وهذا لا يستلزمُ ثبوتَ الأفضليَّة له من كل جهة، فقد يكون مفضولًا بالنِّسبة لغيره من جهاتٍ أخرى.
          وهذا الحديثُ قد سبق بمباحثه في «أحاديث الأنبياء» [خ¦3411] [خ¦3433]، وما ذكر من «فضل عائشة» [خ¦3769] وغيرها، والَّذي يظهر تفضيل فاطمة لأنَّها بضعةٌ منه صلعم ولا يعدلُ بضعتَه أحدٌ.
          وقال(1) ابن بطَّال: عائشة مع رسول الله صلعم ومريم مع عيسى ♂ ، ودرجةُ محمد فوقَ درجةِ عيسى فدرجةُ عائشة أعلى، وهو مَعنى الأفضل.


[1] في (د): «قال».