إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: جمعت المحكم في عهد رسول الله

          5036- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي الوقتِ: ”حَدَّثني“ بالإفراد (يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بنِ كثيرٍ الدَّورقيُّ البغداديُّ الحافظُ قال: (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ) بضم الهاء وفتح المعجمة، ابنُ بشيرٍ، بوزن عظيمٍ، أبو معاويةَ السُّلَمِيُّ الواسطيُّ، حافظ بغداد، قال: (أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ) جعفرُ بنُ أبي وحشيَّة (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه قال: (جَمَعْتُ المُحْكَمَ) الَّذي ليس بمنسوخٍ (فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلعم ) قال ابنُ جبيرٍ: (فَقُلْتُ لَهُ) لابنِ عبَّاس: (وَمَا المُحْكَمُ؟ قَالَ: المُفَصَّلُ) بالصاد المهملة(1)، السُّور التي كثُرت فصولها، وفي الرِّواية الأولى: أنَّ تفسيرَ المفصَّل بالمحكمِ من كلامِ ابن جبير.
          قال الحافظُ ابن حجرٍ: وهو دالٌّ على أنَّ الضَّمير في قولهِ في الرِّواية الأخرى: فقلتُ له: وما المحكم؟ لسعيدِ بنِ جبيرٍ، وفاعل «قلتُ» هو أبو بشرٍ، بخلافِ ما يتبادرُ أنَّ الضَّمير لابنِ عبَّاس، وفاعل «قلتُ» سعيدُ بنُ جبيرٍ. انتهى.
          وتعقَّبه العينيُّ‼ فقال: هذا تصرُّف واهٍ؛ لأنَّ الظَّاهر من السِّياق أنَّ السَّائلَ سعيدٌ والمجيبَ ابنُ عبَّاس، ولا يستلزمُ(2) كون سعيد فسَّر المفصَّل في تلك الرِّواية أن يكون هو الَّذي فسَّره في هذه الرِّواية. انتهى.
          وأجابَ في «انتقاض الاعتراض» بأنَّ الحديثَ واحدٌ جاء من طريقينِ مجملًا ومبيَّنًا، فمن الَّذي يتوقف أن يفسِّر المجمل بالمبيَّن.


[1] قوله: «بالصاد المهملة»: ليس في (ب) و(د) و(م).
[2] في (م): «يلزم».