إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ادع لي زيدًا وليجئ باللوح والدواة والكتف

          4990- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين (بْنُ مُوسَى) بنِ باذامَ الكوفيُّ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بنِ يونسَ (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) عمرو السَّبيعيِّ (عَنِ البَرَاءِ) بنِ عازبٍ ☺ ، أنَّه (قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ}[النساء:95] قَالَ) لي (النَّبِيُّ صلعم : ادْعُ لِي زَيْدًا، وَلْيَجِئْ) بسكون اللام والجزم (بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ) بفتح الدال بالإفراد، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي: ”والدُّوِيِّ“ بضم الدال وكسر الواو وتحتيَّة مشددةٍ (وَالكَتِفِ أَوِ الكَتِفِ وَالدَّوَاةِ، ثُمَّ قَالَ) له لمَّا حضر: (اكْتُبْ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} وَخَلْفَ ظَهْرِ النَّبِيِّ صلعم عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) بفتح العين وسكون الميم (الأَعْمَى، قَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”فقال“: (يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنِي، فَإِنِّي رَجُلٌ(1) ضَرِيرُ البَصَرِ؟) لا أستطيع الجهاد (فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا) مكان الآية في الحالِ، قبل أن يجفَّ القلم: ({لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فِي سَبِيلِ اللهِ(2){غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ}[النساء:95]) ولأبي ذرٍّ: ”لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر“(3).
          قال الحافظُ أبو ذرٍّ نفسه: وهذا على معنى التَّفسير لا على التِّلاوة، ومرادُ البخاريِّ من الحديث الأوَّل قوله: إنَّك كنت تكتبُ الوحي. وقوله في الآخر: اكتب. ولم يذكر من الكتَّاب سوى زيدِ بن ثابت، وقد كتبَ الوحي غيره، ولم يكتب زيد بمكَّة(4)؛ لأنَّه إنَّما أسلم بعد الهجرةِ، ولكثرة كتابتهِ الوحي أطلقَ عليه الكاتب، وكان ربَّما غابَ فيكتبُ غيره، وقد كتبَ الوحي قبلهُ أبيُّ بنُ كعبٍ، وهو أوَّل من كتبَ الوحيَ بالمدينةِ، وأوَّل من كتبه بمكَّة من قريشٍ عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح، لكنَّه ارتدَّ ثمَّ عاد إلى الإسلامِ يوم الفتحِ، وممَّن كتبَ له صلعم في الجملةِ: الخلفاءُ الأربعة، والزُّبير بن العوام، وخالدٌ وأبان ابنا سعيدِ بن العاص ابنِ أميَّة، وحنظلةُ بن الرَّبيع الأَسَدي، ومُعَيقيبُ بن أبي فاطمةَ، وعبدُ الله بن الأرقمِ الزُّهريُّ(5)، وشُرَحْبيل بن حَسَنة، وعبدُ الله بن رواحة، في آخرين.


[1] قوله: «رجل»: ليس في (د).
[2] قوله: «في سبيل الله»: ليس في (د).
[3] جاءت العبارة في (د) هكذا: «ولأبي ذرٍّ: ”في سبيل الله غير أولي الضَّرر“ وله أيضًا: ”من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضَّرر“».
[4] في (ج) و(س) و(ل): «ولم يكتب زيد إلَّا بمكَّة».
[5] في (د): «الزبيري».