إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن بين يدي الساعة أيامًا يرفع فيها العلم

          7064- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) بضمِّ العين، قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) حفص بن غياثٍ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمانُ قال: (حَدَّثَنَا شَقِيقٌ) أبو وائلٍ (قَالَ: جَلَسَ عَبْدُ اللهِ) بنُ مسعودٍ (وَأَبُو مُوسَى) الأشْعرِيُّ (فَتَحَدَّثَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ) أي: قبلَها على قُربٍ منها (أَيَّامًا) والتَّنوينُ للتَّقليل، وللحَمُّويي والمُستملي: ”لأيَّامًا“ بزيادة اللَّام (يُرْفَعُ فِيهَا العِلْمُ) بموتِ العلماء (وَيَنْزِلُ فِيهَا الجَهْلُ) بظهور الحوادث المُقْتضِية لترك الاشتغال بالعلم (وَيَكْثُرُ فِيهَا(1) الهَرْجُ، وَالهَرْجُ: القَتْلُ) يُحْتَمَلُ أنْ يكون مرفوعًا، وهو الظَّاهر، وأن يكون من تفسير الرَّاوي، وظاهرُه: أنَّ القائلَ هو أبو موسى وحدَه، بخلاف الرِّوايةِ السَّابقة؛ فإنَّها صريحةٌ في أنَّ أبا موسى وابنَ مسعود قالاه.
          7065- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) بنُ سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) بفتح الجيم، ابنُ عبدِ الحميد (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمانَ بن مهران (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيقِ بن سلمةَ أنَّه (قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ(2) مَعَ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعودٍ (وَأَبِي مُوسَى) الأشعريِّ ( ☻ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم ... مِثْلَهُ) أي: مثل الحديثِ السَّابق (وَالهَرْجُ بِلِسَانِ الحَبَشَةِ) ولأبي ذرٍّ وابن عساكرَ: ”بلسان الحَبَش“ (القَتْلُ) قال القاضي عياضُ: هذا وهمٌ من بعض الرُّواة؛ فإنَّها عربيَّةٌ صحيحةٌ. انتهى. ويأتي ما فيه في الحديث الآتي قريبًا إن شاء الله تعالى، وأصلُ «الهرج» في اللُّغة العربيَّة: الاختلاطُ، يُقَالُ: هرج النَّاس اختلطوا واختلفوا، وقولُه: «والهرج...» إلى آخره إدراجٌ من أبي موسى، كما صرَّحَ به في الحديث التَّالي.


[1] «فيها»: ليس في (د).
[2] في (ص): «جالس».