التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: المعاريض مندوحة عن الكذب

          ░116▒ (بَابٌ: المَعَارِيضُ مَنْدُوحَةٌ عَنِ الكَذِبِ)
          قال الجوهريُّ: التَّعريض خلاف التَّصريح ومنه المعاريض وَهي التَّورية عن الشَّيء بالشيء، وفي المَثَل: في المعاريض لمندوحةً أي سِعةً، وقيل: عيَّنه عَن (1) الكذب وكناية عنه، وترجمة الباب ذكرها الطَّبريُّ بإسنادٍ عن عمر بن الخطَّاب أنَّ في المعاريض لمندوحةً عن الكذب. وقال الهَرَويُّ: إنَّه في حديث عِمران بن حُصينٍ.
          قوله: (وَقَالَ إِسْحَاقُ: سَمِعْتُ أَنَسًا) هو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاريُّ.
          قوله: (قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ الغُلاَمُ؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هَدَأَ نَفَسُهُ) هو بهمز (هَدَأَ)، مَن هدأ يهدَأ هدوءًا إذا سَكن، و(النَّفَسُ) بفتح الفاء مفرد الأنفاس، وبسكونها مفرد النُّفوس، أرادت به سكون النَّفَس بالموت والاستراحة مِن بلاء الدُّنيا، وظنَّ أبو طلحة أنَّها تريد سكونه مِن المرض وزوال العلِّة، وهي صادقةٌ فيما قصدته، ولم تكن صادقة فيما ظنَّه أبو طلحة وفُهم مِن ظاهر كلامها، ومثله لا يُسمَّى كذبًا على الحقيقة، ولعلَّ الغلام كان أبو عُميرٍ صاحب النُّغير.


[1] كذا في الأصل.