التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: أي العمل أحب إلى الله؟

          5970- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ) هو هِشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ.
          قوله: (قَالَ الوَلِيدُ بْنُ العَيْزَارِ) هو بفتح الواو وكسر اللام، و(العَيْزار) بفتح العين المهملة وإسكان المثنَّاة مِن تحت وبزايٍ.
          قوله: (سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ) هو سعيد بن إياسٍ مخضرمٌ كوفيٌّ، روى له الجماعة، وهو مِن شَيبان الأصغر، سمع رسول الله صلعم وهو يَرعى غنمًا لأهله بكاظمة، عاش مائة وعشرين سنة، وتوفِّي سنة ثمان وتسعين.
          قوله: (أَنْبَأَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ_وَأَوْمَأَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ_) أي ابن مسعودٍ نزيل الكوفة.
          قوله: (أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ ثُمَّ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ).
          البرُّ: هو الإحْسان؛ وهو في حقِّ الوالدين والأقربين ضدُّ العقوق الذي هو الإساءة إليهم والتضييع لحقِّهم. يُقال: برَّ يبرُّ فهو بارٌّ، وجمعه: بَرَرة، وجمع البارِّ: أبرار.
          وقوله: (أيٌّ) قيَّده ابن الخشَّاب بالتشديد والتَّنوين، فإن قلت: تقدَّم في الإيمان أنَّ إطعام الطَّعام مِن خير أعمال الإسلام وأحبِّ (1)، وأنَّ أحبَّ الأعمال أدومها ونحوه، فما وجه الجمع؟ قلت: الاختلاف بالنَّظر إلى الأوقات أو الأحوال أو الحاضرين، فقدَّم في كلِّ مقامٍ ما يليق به أو بهم، أو كان أهمَّ بالنَّسبة إليهم أو أفضل لهم. فإن قلتَ: كان القياس أن يُقال الصَّلاة في وقتها، فكيف قال: (عَلَى وَقْتِهَا)؟ قلت: أراد الاسْتعلاء عَلى الوقت والتمكُّن عَلى أدائها، مع أنَّ حروف الجرِّ يقوم بعضها مقام بعضٍ.


[1] كذا في الأصل.