التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل

          ░39▒ (بَابُ حُسْنِ الخُلُقِ وَالسَّخَاءِ)
          (الخُلُقِ) بالضمِّ (وَالسَّخَاءِ) _بالمدِّ_ هو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي. قال الحَسن البصريُّ: حقيقة حُسن الخلق بذل المعروف وكَفُّ الأذى وطَلاقة الوجه.
          واختلفوا فيه: أهو غريزةٌ أمْ مكتسبٌ، والصَّحيح أنَّ منه مَا هو غريزةٌ، ومنه ما هو مكتسبٌ بالتخلُّق والاقتداء بالغير، ذكرَه القاضي عياضٌ.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ)
          و(أَجْوَدَ) بالرَّفع والنَّصب، وتعليق ابن عبَّاسٍ هذا تقدَّم مسندًا في أوائل «الصحيح»، وكذلك تعليق أبي ذرٍّ تقدَّم مُسندًا.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ) هو جُندب بن جُنادة الغِفاريُّ، وهذا هو / الصَّحيح في اسمه.
          قوله: (لَمَّا بَلَغَهُ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلعم ، قَالَ لِأَخِيهِ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الوَادِي) أي مكَّة. تقدَّم أنَّ أخاه هو أُنيسٌ، وسبق ذلك في باب إسلام أبي ذرٍّ.
          قوله: (فَقَالَ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ) أي الفضائل والمحاسن، لا الرَّذائل والقبائح. قال صلعم : ((بعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق)).