التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: جعل الله الرحمة مئة جزء

          ░19▒ (بَابٌ: جَعَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ فِي مِائَةِ جُزْءٍ)
          أي جعلها مائة جزءٍ، فإنَّ الواحد في مائةٍ بمائةٍ في قاعدة الحساب.
          وقال الكِرْمانيُّ: إن قلت: ما معنى كلمة الظرفيَّة، والمعنى صحيحٌ بدونها؟ وأجاب: بأنْ يُقال إمَّا أنَّها زائدةٌ كما في قوله:
وفي الرحمن للضعفاء كافٍ
          أي: الرحيم لهم كافٍ، أو هي متعلِّقةٌ بمحذوفٍ، وفيه نوع مبالغةٍ حيث جعلها مظروفًا لها، يعني هو بحيث لا يفوت شيءٌ منها. فإن قلتَ: رحمة الله غير متناهيةٍ لا مائةٌ ولا مئتان. قلت: الرَّحمة عبارةٌ عن القدرة المتعلِّقة بإيصال الخير. والقُدرة صفةٌ واحدةٌ، والتَّعلُّق غير متناهٍ؛ فحصره على مائةٍ على سبيل التَّمثيل وتسهيلًا للفهم وتَقليلًا لما عندنا وتكثيرًا لما عندَه.