التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

          ░83▒ (بَابٌ: لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ)
          قوله: وقال معاوية (1): لا حِلم (2) إلَّا بتجربةٍ، الحِلم: بالكسر، عبارة عن التأنِّي في الأمور المعلَّقة، وبتجربةٍ في بعضها: <عن تجربة>، وفي بعضها: <إلَّا لذي تجرب> ومعناه أنَّ المرء لا يوصف بالحلم حتَّى يُجرِّب الأمور. وقيل: المراد أنَّ مَن جرَّب الأمور وعَرف عواقبها آثر الحلم، وصبر على قليل الأذى ليدفع به ما هو أكثر منه. وهذا التَّعليق الذي ذكره البخاريُّ عن معاوية رفعه ابن حبَّان، وأخرجه ابن أبي شيبة، عن عيسى بن يونس، عن هشامٍ، عن أبيه، قال معاوية، فذكره، والحلم مِن شعار العقلاء، ولا يحصل ذلك غالبًا إلَّا مِن كثرة التجارب ومرور الدهور.


[1] في الأصل صورتها:((منجويه)).
[2] تحتمل في الأصل:((حكم)) وفي المواضع التالية:((الحكم)).