تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}

          ░39▒ (بَابُ: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} إلى قوله: {وَفَصْلَ الخِطَابِ} [ص:20]) قوله: {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي: راجع(1) كما ذكره في الباب الآتي، وقوله: {كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ}[ص:19] أي: مطيع.
          (الفَهْمُ فِي القَضَاءِ) أي فصل الخطاب هو:(2) الفهم في القضاء. {وَلَا تُشْطِطْ}[ص:22] معناه: (لَا تُسْرِفْ) والشطط: مجاوزة الحد، ({وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} [ص:22]) أي: إلى وسط الطريق.
          ({إِنَّ هَذَا أَخِي}) أي: في الدين، أو في الخُلطة(3). ({لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}[ص:23]) أي: امرأة كما ذكره بقوله: (ويُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: نَعْجَةٌ، وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا: شَاةٌ) والعرب تورِّي عن النساء بالظِّباء والشاة والبقر(4).
          ({فَقَال أَكْفِلْنِيهَا} [ص:23]) أي: ضُمَّهَا إليَّ (مِثْلُ: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [آل عمران:37]) أي: (ضَمَّهَا) إليه.
          ({وَعَزَّنِي}) أي: (غَلَبَنِي) أو (صَارَ أَعَزَّ مِنِّي)، ويقال: (أَعْزَزْتُهُ) أي: (جَعَلْتُهُ عَزِيزًا)، ({فِي الخِطَابِ}) ثم فسَّر الخطاب بقوله: (يُقَالُ: المُحَاوَرَةُ) (5) أي الخطابُ: (المُحَاوَرَةُ(6)) أي: المجاوبة. ({قَالَ}) أي: داود: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ}[ص:24] قصد به المبالغة في إنكار فعل خليطه وتهجين طمعه، (اخْتَبَرْنَاهُ) تفسير لـ ▬فَتَنَّاهُ↨ بتخفيف التاء، وفيه قراءة شاذة ذكرها بقوله: (وَقَرَأَ عُمَرُ: ▬فَتَّنَّاهُ↨ بِتَشْدِيْدِ التَّاءِ).
          ({وَخَرَّ رَاكِعًا}[ص:24]) أي: ساجدًا وعبَّر عن السجود بالركوع بجامع الانحناء.
           ({وَأَنَابَ}[ص:24]) أي: رجع إلى الله بالتوبة؛ لأنه وَدَّ أن يكون له ما لغيره وكان له أمثاله، فقد قيل: إنه(7) اتفق له أن عينه قد(8) وقعت على امرأة رجل فأحبها، فسأله النزول له عنها على عادة أهل زمانه، فاستحيا أن يردَّه ففعل، فتزوجها وهي أم سُليمان، فنبهه الله بقصة الخصمين على ذلك فاستغفر وأناب.


[1] في المطبوع: ((رجاع)).
[2] في (ع): ((وهو)).
[3] في المطبوع: ((الخلقة)).
[4] في المطبوع: ((والبقرة)).
[5] زاد في (د): ((بمهملة)).
[6] في (ك): ((المجاوبة)) وفي (د): ((المجاورة)).
[7] قوله ((إنه)) ليس في المطبوع.
[8] قوله: ((قد)) ليس في (ع) و(ك) و(د) والمطبوع.