تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}

          ░36▒ (بَابُ(1): {وَاسْالهُمْ عَنِ القَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف:163].
          قوله: ({إِذْ تَأْتِيهِمْ}) إلى آخره ساقط مِن نسخة، والقرية: أَيلةُ على شاطئ بحر القُلزُم، وقيل: طَبريَّة، وقيل: مَديَن، وقيل غيرُ ذلك، و({يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ}) أي: يعتدُون فيه بمخالفتهم أمر الله، وهو اصطيادهم في يوم السبت وقد نهوا عنه، ومعنى الاعتداء: المجاوزة كما ذكره البخاري مفسر(2)، و({إِذْ يَعْدُونَ}) بدل اشتمال مِن القرية، و({إِذْ تَأْتِيهِمْ}) ظرف ليعدُون، و({شُرَّعًا}) أي: ظاهرة على الماء و({نَبْلُوهُمْ}) أي: نختبرهم بإظهار السمك لهم(3) على ظهر(4) الماء في اليوم المحرم عليهم الصيد فيه.
          (يتعدَّون) أي: المأخوذ مِن قوله تعالى: {يَعْدُونَ} معناه: (يجاوزون(5)).
           ({إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا}) أي: (شَوَارِعَ) فسر به شُرَّعًا تفسيرًا لفظيًّا (إِلَى قَوْلِهِ: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف:166]) متعلق بمحذوف؛ أي: اقرأ ما بعد قوله: (شُرَّعًا) إلى قوله المذكور.
           ({بَئِيسٍ}) يعني في قوله تعالى: {وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} [الأعراف:165]أي: شديد.


[1] زاد في المطبوع: ((قول الله تعالى)).
[2] في (ع) و(ك): ((تفسير))، وفي المطبوع: ((في تفسيره)).
[3] قوله: ((لهم)) ليس في (ع).
[4] في (ع): ((ظهور)) وقوله: ((ظهر)) ليس في (د).
[5] في المطبوع: ((يتجاوزون)).