تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: {إن قارون كان من قوم موسى} الآية

          ░33▒ (بَابُ: {إنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} [القصص:76]) الآية، قارُون هو ابن عمِّ موسى أو ابن خالته أو عمُّه، وهو غير منصرف للعلمية والعجمة.
          ({لَتَنُوءُ}) معناه: (تُثْقِلُ)، ({أُولِي القُوَّةِ}) معناه: (لَا يَرْفَعُهَا) أي: المفاتيحُ، (العُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ) أي: الجماعة منهم، وحاصل معنى الآية: وآتينا قارُون ما إنَّ مفاتحه لتُثقِل بالجماعة أصحاب القوة أي: يُثقِلُهم(1)، فالباء في {بِالعُصْبَةِ} للتعدية، أو الكلام مقلوب أي: لتنوء بها العُصبة، ({الفَرِحِينَ}) يعني: في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الفَرِحِينَ} [القصص:76-77] أي: (المَرِحِينَ) أي: البَطِرين، ({وَيْكَأَنَّ اللهَ}) معناه: (مِثْلُ) معنى: ({أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ} [النّور:43]) في أن كلًا منهما للتعجب؛ لأن {ويكأنَّ} مركب عند البصريين مِن (وَيْ): للتعجب، (وَكَأَنَّ): للتشبيه.
          ({يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}[القصص:82]) معناه: (وَيُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ) فيه لف ونشر مُرتب، وواو (وَيُوَسِّعُ) زائدة، وقوله: (قَال ابْنُ عَبَّاسٍ:) إلى آخِرهِ ساقط مِن نسخة.


[1] في المطبوع: ((تثقلهم)).