تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب قول الله ╡: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر}

          ░6م▒ (بَابُ قَوْلِ اللهِ ╡: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} [الحاقة:6]) أي: (شَدِيدَةٍ). ({عَاتِيَةٍ})(1) مِن عتا عُتُوَّا: إذا جاوز الحد، وقيل: الصَّرصَر: شديد الصوت، وقيل: البارد، (قَال ابْنُ عُيَيْنَةَ) أي: في تفسير ({عاتية} [الحاقة:6]): (عَتَتْ عَلَى الخُزَّانِ) أي: خُزَّان الريح: وهم الملائكة الموكلون بها؛ أي: عتت عليهم وجاوزت المِقدار.
          ({سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة:7]) أي: (مُتَتَابِعَةً)، ({فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى}) أي: مطروحين. {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاويَةٍ} [الحاقة:7] أي: ساقطة فارغة، (أُصُولُهَا) أي: أصول النخل وهو تفسير لأعجازها، ({فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ } [الحاقة:8]) أي: (بَقِيَّةٍ) وقيل: باقية مصدر كالعاقبة(2)؛ أي: فهل ترى لهم مِن بقاء.


[1] زاد في المطبوع: ((أي)).
[2] في (ك) والمطبوع: ((كالعافية)).