تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب قول الله ╡: {وهل أتاك حديث موسى. إذ رأى نارًا}

          ░22▒ (بَابُ: قَوْلِ اللهِ ╡: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى. إِذْ رَأَى نَارًا}) إِلَى قَوْلِهِ: {بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى} [طه:12_13]).
           قوله: ({هَلْ أَتَاكَ}) أي: قد أتاك، وقوله: ({بِقَبَسٍ}) أي: بشعلة في رأس فَتيلة أو عُود، وقوله: {هُدًى} أي: هاديًا يهديني للطريق.
          ({آنَسْتُ}) معناه: (أَبْصَرْتُ)، ({المُقَدَّسِ}) أي: (المُبَارَك) أي: أو المطهَّر، ({طُوًى} اسمُ الوَادِي) وهو بدل منه أو عطف بيان له، ({سِيرَتَهَا}) أي: في قوله تعالى: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى} [طه:9-21] معناه: (حَالتَهَا)، و({النُّهَى}) أي: في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه:54] معناه: التقى (1).
           (بِمَلْكِنَا) أي: في قوله تعالى: {مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} [طه:87] معناه: (بِأَمْرِنَا).
           ({هَوَى}) أي: في قوله تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه:81] معناه: (شَقِيَ).
          ({فَارِغًا}) يعني في قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} [القصص:10] أي: مِن كل شيء (إلا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى ◙).
          ({رِدْءًا}) أي: في قوله تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص:34] معنى يصدقني: (كَيْ يُصَدِّقَنِي)، ومعنى (رِدْءًا) ما ذكره بقوله: (وَيُقَالُ) أي: في معنى ردءًا: (مُغِيثًا، أَوْ مُعِينًا) بمعجمة ومثلثة في الأول، وبمهملة ونون في الثاني.
          (يَبْطُش ونَبْطِش) أشار به إلى أن في يبطِـُش(2) لغتين كسر الطاء وضمها، وهو في قوله: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ (3) } [القصص:19] وقوله: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى} [الدخان:16].
          ({يَأْتَمِرُونَ}) أي: في قوله تعالى: {إِنَّ المَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} [القصص:20] معناه: (يَتَشَاوَرُونَ).
           (وَالجَذْوَةُ) أي: في قوله تعالى: {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ} [القصص:29] معناه: (قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ لَيْسَ لَهَا لَهَبٌ).
           ({سَنَشُدُّ}) أي: في قوله تعالى: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ} [القصص:35] معناه: (سَنُعِينُكَ) وأوضح هذا بقوله: (كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا) (وَقَال غَيْرُهُ) أي: غير ابن عبَّاس، (كُلَّمَا) إلى آخره (مَاْ) بمعنى: مَن، وأشار بذلك إلى تفسير ({عُقْدَةً}) في قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي } [طه:27] وهي التي حدثت في لسانه مِن احتراقه بجمرة وهو صغير، والتَّمتمة(4) والفأفأة: (5) في حرفي التاء والفاء عند التكلم.
           ({أَزْرِي}) أي: قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } [طه:31] معناه: (ظَهْرِي).
          ({فَيُسْحِتَكُمْ} [طه:61]) معناه: (فَيُهْلِكَكُمْ).
          ({المُثْلَى}) أي: في قوله تعالى: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى} [طه:63] (تَأْنِيثُ الأَمْثَلِ) أي: الأشرف، (يَقُولُ: بِدِينِكُمْ) تفسير لقوله: {بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى} (يُقَالُ: خُذِ المُثْلَى) أي: الطريقة المثلى (خُذِ الأَمْثَلَ) أي: الطريق الأمثل(6).
          ({ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} [طه:64]) أي: صفوفًا، ثم أشار إلى أن الصف يقال للمصلَّى بقوله: (وَيُقَالُ هَلْ أَتَيْتَ) إلى آخره.
           ({فَأَوْجَسَ}) أي: في قوله تعالى: {وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} [هود:70] معناه: (أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الوَاوُ مِنْ {خِيفَةً}) إذ أصلها: خَوفة، قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) معناه: على جذوعها.
          ({خَطْبُكَ}) أي: في قوله تعالى: {فَمَا خَطْبُكَ} [طه:95] معناه: (بَالُكَ)
          ({مِسَاسَ}) أي: في قوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه:97] (مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا).
          ({لَنَنْسِفَنَّهُ} [طه:97]) معناه: (لَنُذَرِّيَنَّهُ) بضم النون وتشديد الراء مِن التذرية.
          (الضُّحَى) أي: في قوله تعالى: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه:59] معناه(7): (الحَرُّ).
           ({قُصِّيهِ}) أي: في قوله تعالى: / {وَقَالتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} [القصص:11] معناه: (تَتَبَّعِي(8) أَثَرَهُ)، (وَقَدْ يَكُونُ) أي: معنى القصِّ مِن قصِّ الكلام المشار إليه بقوله: (أَنْ تَقُصَّ(9) الكَلامَ). كما في قوله تعالى: ({نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} [يوسف:3]).
           ({عَنْ جُنُبٍ}) أي: في قوله تعالى: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} [القصص:11] معناه: (عَنْ بُعْدٍ)، وأشار بقوله: (وَعَنْ جَنَابَةٍ واجْتِنَابٍ وَاحِدٌ) إلى اتحادهما معنى، فذكرهما(10) لمشاركتهما الجنُب في مادته.
          ({عَلَى قَدَرٍ})(11) في قوله تعالى: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} [طه:40] معناه على (مَوْعِدٌ).
          ({لَا تَنِيَا} [طه:42]) أي: (لَا تَضْعُفَا).
           ({مَكَانًا سُوًى} [طه:58]) معناه: (مَنْصَفٌ بَيْنَهُمْ) بفتح الميم؛ أي: مكانًا سويًّا مسافة كل فريق إليه كمسافة الفريق الآخر إليه.
           ({يَبَسًا}) أي: في قوله تعالى: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي البَحْرِ يَبَسًا} [طه:77] معناه: (يَابِس(12)).
          ({مِنْ زِينَةِ القَوْمِ}) أي: في قوله تعالى {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ القَوْمِ} [طه:87] معنى الزينة فيه (الحُلِي الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ).
          ({فَقَذَفْتهَا}) أي المأخوذ مِن قوله تعالى: {فَقَذَفْنَاهَا} [طه:87] معناه: (القَيْتَهَا).
           ({القَى}) أي في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ القَى السَّامِرِيُّ} [طه:87] وفي قوله {فَالقَى مُوسَى عَصَاهُ} [الشعراء:45] معناه: (صَنَعَ).
           ({فَنَسِيَ}) (مُوسَى) أي: في قوله تعالى: {فَنَسِيَ. أَفَلَا يَرَوْنَ} [طه:88-89] إلى آخره، معناه:(13). (هُمْ) أي: السامِريُّ ومَن معه، (يَقُولُونَ: أَخْطَأَ) أي: موسى بنسيانه (الرَّبَّ) حيث تركه هنا وذهب إلى الطُّور يطلبه، ({أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه:89] فِي العِجْلِ) يعني أن لا يرد العجل إليهم جوابًا في أمره.


[1] في المطبوع: ((العقل)).
[2] في (ك): ((نبطش)).
[3] زاد في المطبوع: ((بالذي)).
[4] في (د): ((والثهمة)).
[5] زاد في المطبوع: ((التردد)).
[6] في (د): ((الطريقة المثلى)).
[7] قوله: ((معناه)) ليس في (ع).
[8] في المطبوع: ((اتَّبِعِي)).
[9] في (ع) والمطبوع: ((يقص)).
[10] في المطبوع: ((وذكرهما)).
[11] زاد في المطبوع: ((أي)).
[12] في المطبوع: ((يابساً)).
[13] زاد في المطبوع: ((موسى)).