التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر

          6581- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه هشام بن عبد الملك الطيالسيُّ الحافظ.
          قوله: (وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بضَمِّ الهاء، وإسكان الدال المُهْمَلة، ثُمَّ مُوَحَّدة، ثُمَّ تاء التأنيث، وأنَّه يُقال له: هدَّاب [خ¦574].
          قوله: (حَافَتَاهُ): هو بتخفيف الفاء، فإيَّاك أن تشدِّدها؛ ومعناه: جانباه.
          قوله: (فَإِذَا طِينُهُ _أَوْ: طِيبُهُ_): الأولى: بالنون، والثانية: بالمُوَحَّدة.
          قوله: (مِسْكٌ أَذْفَرُ): (الأذْفَر): بفتح الهمزة، ثُمَّ ذال معجمة ساكنة، ثُمَّ فاء مفتوحة، ثُمَّ راء، و(الذَّفَرُ)؛ بفتح الذال والفاء: كلُّ ريحٍ ذكيَّة من طِيبٍ أو نَتْنٍ، فأمَّا (الدَّفْر)؛ بالدال المُهْمَلة، وإسكان الفاء؛ فالنَّتْنُ لا غير، قاله ابن قُرقُول، وفي «الصحاح»: (الذَّفَر؛ بالتحريك: كلُّ رائحةٍ ذكيَّة من طِيبٍ أو نَتْنٍ...) إلى أن قال: (والذَّفَر: الصُّنان، وهذا رجلٌ ذَفِر؛ أي: له صُنان وخَبَث رِيح)، والفاءُ محرَّكة في نسختي، وهي في غايةٍ من الصِّحَّة، وبعد ذلك ما يدلُّ على أنَّه مفتوحٌ، (قال الأصمعيُّ لأبي عمرو بن العلاء: الذِّفْرَى من الذَّفَر؟ فقال: نعم، والمِعْزَى من المَعَز؟ فقال: نعم)، انتهى، والذِّفْرَى من القفا: هو الموضع الذي يعرق من البعير خلفَ الأذن.
          وفي «النهاية» ما يدلُّ على أنَّ الفاءَ محرَّكةٌ، فإنَّه قال: (والذَّفَر؛ بالتحريك: يقع على الطيِّب والكريه، ويُفَرَّق بينهما بما يُضاف إليه ويُوصَف به)، انتهى، فجعل الفارق بينهما ما يُضاف إليه ويُوصَف به، ولم يقل إنَّ النَّتِنَ والكريهَ بإسكان الفاء، فلمَّا لم يقلْ ذلك؛ دلَّ على أنَّه بالفتح عنده، إذ لو كان بالسكون؛ لكان الفارقَ، والحاصلُ: أنَّهما لُغَتان، وابن قُرقُول ذكر السكونَ، وغيرُهُ ذكر الفتحَ، والله أعلم.