التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الرجاء مع الخوف

          قوله: (بَابُ الرَّجَاءِ مَعَ الخَوْفِ): (الرجاء): ممدودٌ، وهو ضدُّ الخوف، واعلم أنِّ الخوفَ والرجاءَ مقامان لا بدَّ للإيمان منهما، ثُمَّ اعلم أنَّ الشخص له حالتان: حالة صِحَّة، وحالة مرضٍ، ففي حالة الصِّحَّة فيها وجهان؛ أحدهما: أن يكون رجاؤه وخوفُه سواءً، قال النَّوَويُّ في «شرح المهذَّب»: (وهو الأظهرُ)، وجزم في «رياضه» بأنَّهما في حال الصِّحَّة يكونان على السواء، ولم يحكِ خلافًا، والثاني: أن يكون خوفُه أرجحَ، وصحَّحه القاضي حسينٌ، وللغزاليِّ في «الإحياء» في ذلك كلامٌ مطوَّلٌ فيه تفاصيلُ، فإن أردته؛ فانظره، وقد ذكرتُه في المُسَوَّدَة، وأمَّا في حالة المرض؛ فيكون رجاؤُه أرجحَ، ويَحتمل أن يُقال: إنَّه يتمحَّض الرجاء، وفي حِفظِي أنِّي رأيتُه منقولًا كذلك.
          قوله: (وَقَالَ سُفْيَانُ: مَا فِي القُرْآنِ آيَةٌ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ: {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ}[المائدة:68]): (سفيان) هذا: هو [...](1).


[1] في (أ) بياض، وكذا في (التفسير) قبل الحديث ░4606▒، وقد اختلف كلام الحافظ في «الفتح» فقال في (التفسير) ░8/119▒: (سفيان المذكور وقع في بعض النسخ أنَّه الثوري، ولم يقع لي إلى الآن موصولًا)، وقال هنا ░11/307▒: (هو ابن عيينة)، فليُحرَّر.