التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كان رسول الله ليس بالطويل البائن

          5900- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابنُ أبي أويس عبدِ الله، وأنَّه ابنُ أخت مالكٍ الإمامِ.
          قوله: (الْبَائِنِ): هو المُفرطُ طُولًا، الذي بانَ عن قُدُودِ الرِّجال الطِّوَال، وبَعُد عن شَبَهِهم.
          قوله: (الْأَمْهَقِ): هو بفتح الهمزة، ثُمَّ ميم ساكنة، ثُمَّ هاء مفتوحة، ثُمَّ قاف؛ وهو الأبيضُ الذي لا يَشوبُ بياضَه حُمْرةٌ، ولا صُفْرةٌ، ولا سُمْرةٌ، ولا إشراقٌ، كلون المريضِ، وقال الخليلُ: (بياضٌ في زُرقَةٍ)، وقد تَقَدَّمَ [خ¦3547].
          قوله: (بِالْآدَمِ): هو بمدِّ الهمزة، وفتح الدَّال، و(الأُدْمة): السُّمْرةُ الشَّديدةُ، وقد تَقَدَّمَ [خ¦3547]، وتَقَدَّمَ [خ¦3544] أنَّ هذا أصحُّ من الحديث الذي أخرجه ابنُ أبي حاتم وغيرُه مِن أنَّه أسمرُ، وأنَّ الصَّحيحَ في لونه ◙: أنَّه أبيضُ مُشرَبٌ بحُمْرةٍ، وهذا أحسنُ الألوان وأعدلُها، وكذا تَقَدَّمَ (الجَعْدُ) [خ¦3239]، و(القَطَـِطُ)، وأنَّه بفتح الطَّاء وكسرها [خ¦3440].
          قوله: (بَعَثَهُ اللهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً): تقدَّمَ الاختلاف في ذلك، وحكيتُ فيه أربعة أقوال؛ بل خمسة [خ¦3851]، بل ستَّة، هذا أصحُّها، وكذا تَقَدَّمَ قوله: (فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ) [خ¦3547]، وكذا (وَتَوَفَّاهُ اللهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً)، وتَقَدَّمَ الاختلاف في مَبْلَغِ سنِّه، وأنَّه ثلاث وستُّون سنةً، وأنَّه قد قال شيخنا العِرَاقيُّ في «سيرته المنظومة» بأنَّ(1) القولين خمسًا وستِّين، وستِّين: [من الرجز]
..................                     قَوْلَانِ وَهَّنُوهُمَا بِمَرَّةْ
          كلُّ ذلك في (باب صفة النَّبيِّ صلعم)، وذكرت هناك جمعًا بين الرِّوايات للسُّهَيليِّ؛ فانظره(2) [خ¦3536] [خ¦3547].
          قوله: (وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ): جاء عند ابن سعد تعيينُ عددِها: بسبعةَ عشرَ، قال شيخنا العلَّامة غياثُ الدِّين ابن العاقوليِّ في كتابه «الرصف» ما لفظه: (روى ابن سعد عن زُهَير عن حُمَيدٍ الطَّويلِ قال: قيل لأنس بن مالك: أكان رسولُ الله صلعم يَخْضِبُ؟ قال: كان شَمَطُه أقلَّ مِن ذلك، لم يبلغ ما في لِحيته مِنَ الشَّيب عشرينَ شعرةً، قال زُهيرٌ: وأَصْغى حُمَيدٌ إلى رجل عن يمينه، قال: سبعَ عشرةَ، ووضعَ يده على عَنْفَقَته، وأخرجه من طريقٍ آخرَ عن أنسٍ، وقال فيه: ما كان في رأسه ولِحيته إلَّا سبعَ عشرةَ، أو ثماني عشرةَ)، انتهى، وقد تَقَدَّمَ هذا في (باب صفة النَّبيِّ صلعم) بزياداتٍ [خ¦3547]، ومعها حديثٌ آخرُ من عند التِّرْمِذيِّ في «الشمائل»، وهو أيضًا في «مسند عَبْد بن حُمَيدٍ»: عن أنسٍ: أنَّه ما عدَّ في رأسه ◙ ولِحيته إلَّا أربعَ عشرةَ شعرةً بيضاءَ، ولا تنافي بين الرِّوايات في ذلك، فإنَّها وإن كانت أربعَ عشرةَ، ثُمَّ صارت سبعَ عشرةَ، ثُمَّ ثماني عشرةَ؛ فأخبر عمَّا عدَّه في كلِّ مرَّة، والله أعلم.


[1] في (أ): (أن).
[2] «الروض الأُنُف» ░1/281▒، وهذه الفقرة جاءت في (أ) بعد الفقرة اللَّاحقة، ولعلَّ المثبت هو الصواب.