التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما كان النبي يتجوز من اللباس والبسط

          قوله: (بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَتَّخِذُ(1) مِنَ اللِّبَاسِ وَالْبُسْطِ): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب مختصرًا، ثُمَّ قال: (المطابقة بين حديث هند والترجمة، وحديث هند _هي بنت الحارث_ عن أمِّ سلمة: استيقظ النَّبيُّ صلعم من اللَّيل وهو يقول: «لا إله إلَّا الله، ماذا أُنزِلَ اللَّيلةَ منَ الفتنة؟...»؛ الحديثَ، قال ابن المُنَيِّر: من وجهين؛ أحدهما: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «أيقظوا صواحبَ الحجراتِ»؛ يعني: أزواجَه، ثُمَّ حذَّرهنَّ من لباس الشُّفوف؛ لأنَّ الجسد بها موصوفٌ، فإذا حذَّر النساء منه؛ فما الظنُّ به صلعم، الثاني: أنَّ هندًا راويةَ الحديث فهمَتْ هذا المعنى، فجعلت أزرارًا(2) على كُمَّيها؛ خشيةَ ظهور طرفها، وأفهم البُخاريُّ بهذا أنَّ الحديث على غير ما ظنَّه بعضُهم أنَّ المراد: ربَّ كاسيةٍ من الثياب، عاريةٍ من التقوى، فهي عاريةٌ يوم القيامة، وهذا المعنى يشبه لولا ما فهمته هند منه، والله أعلم، وتأويلُ راوي الحديثِ في سياق التفسير يُقدَّم على غيره)، انتهى.
          قوله: (مِنَ اللِّبَاسِ وَالْبُسْطِ): هو بِضَمِّ الموحَّدة _وكذا هو مجوَّد في أصلنا القاهريِّ والدِّمَشْقيِّ_ وإسكان السين.


[1] كذا في (أ) وهامش (ق) من نسخة الدمياطيِّ، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (يتجوَّز).
[2] في (أ): (أزراره)،والمثبت من مصدره.