التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب لبس القسي

          قوله: (لُبْسِ الْقَسِّيِّ): تَقَدَّمَ الكلام عليه ضبطًا، وما هو، في أوَّل (الجنائز) وغيرِها [خ¦1239] [خ¦5175]، وسيأتي هنا ما هو.
          قوله: (وَقَالَ عَاصِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ): كذا في أصلنا، أمَّا (عاصمٌ)؛ فهو ابن كُليب بن شهاب الجَرْميُّ الكوفيُّ، عن أبيه، وأبي بردة، وعلقمةَ بن وائل، وعبدِ الرحمن بن الأسود، ومُحَمَّد بن كعب القرظيِّ، وجماعة، وعنه: ابن عون، وشعبة، والسُّفيانان، وزائدة، وأبو الأحوص، وأبو عَوانة، وابن فُضَيل، وآخرون، وَثَّقَهُ ابن معين والنَّسَائيُّ، وقال أحمد: (لا بأس بحديثه)، وقال أبو حاتم: (صالحٌ)، وقال أبو داود: (كان أفضلَ أهل الكوفة، كان من العبَّاد)، تُوُفِّيَ سنة سبع وثلاثين ومئة، أخرج له البُخاريُّ تعليقًا، ومسلمٌ والأربعةُ، له ترجمة في «الميزان».
          و(ابنُ أبي بردة): خطأٌ في الأصل، صوابه: حذف (ابن)، فيبقى: (عن أبي بردة)، وعلى الصَّواب هو في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، و(أبو بردة): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحارث، ويقال: عامر القاضي، ولدُ أبي موسى عبدِ الله بن قيس بن سُلَيم بن حَضَّار الأشعريِّ، تقدَّم مُتَرجَمًا، وقد أخرج الحديث المشار إليه المِزِّيُّ في «أطرافه» في ترجمة أبي بردة عن عليٍّ، والله أعلم، وأصل الحديث أخرجه البُخاريُّ تعليقًا، ومسلم، وأبو داود، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسَائيُّ، وابن ماجه، وحديث عاصم عن أبي بردة أخرجه مسلم من طريق أبي عاصم، وأخرجه أبو داود والتِّرْمِذيُّ والنَّسَائيُّ من غير طريق، وفي بعضها بقصَّة الخاتم، وابن ماجه بقصَّة الخاتم.
          تنبيهٌ: روى مُحَمَّد بن فُضَيل قصَّة الخاتم منه عن عاصم بن كُلَيب، عن أبي بردة، عن أبيه، عن عليٍّ، قال شيخنا: (وتعليق عاصم وصله أبو عُبيد في «غريبه»، وبيَّن أنَّه ابن كُلَيب).
          قوله: (فِيهَا أَمْثَالُ الْأُتْرُجِّ): تَقَدَّمَتْ لغاته في (تفسير يوسف) [خ¦65-6806].
          قوله: (وَالْمِيثَرَةُ): تَقَدَّمَ الكلام عليها [خ¦5175]، وقد فسَّرها هنا.
          قوله: (يُصَفِّرْنَهَا): كذا في أصلنا، وفي الهامش: (يصُفُّونها)، قال ابن قُرقُول: («يَصُفُّونَها»: كذا لهم، وعند الجرجانيِّ: «يَصْبُغُونَها(1)»، وفي رواية: «يُصفِّرُونها»، والأوَّل أشبه(2))، انتهى.
          ومعنى (يصُفُّونها) أي: يجعلنها صفَّة السَّرْج؛ أي: يوطئون بها السَّرْجَ، و(يُصفِّرْنَهَا)؛ من الصُّفْرة.
          قوله: (وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ يَزِيدَ فِي حَدِيثِهِ): هذا الحديث الذي أشار إليه لا أعرف ما هو، ولا ذكره شيخنا في شرحه، والله أعلم، قال بعض الحُفَّاظ المتأخِّرين ما لفظه: (قد عرفتُه وذكرتُه في «فتح الباري»، وبيَّنتُ أنَّه سقط منه رجل، وأنَّه عن جَرِير _وهو ابن عبد الحميد_ عن يزيد _وهو ابن أبي زياد_ عن الحسن، وهو ابن سُهيل(3)، فأسقط البُخاريُّ ذكرَ [ابن] سهيل، وأنَّ إبراهيم الحربيَّ وصله في «غريب(4) الحديث» له مِن طريق جَرِير به)، انتهى.


[1] في (أ): (يضيقونها)،والمثبت من مصدره تبعًا لـ«مشارق الأنوار» ░2/185▒.
[2] في (أ) زيادة: (قاله الحربيُّ)، والذي في مصدره: (قال الحربيُّ:...)، ثمَّ ساق كلام الحربيِّ.
[3] في (أ): (سهيل وهو ابن...) بياض في (أ)، والمثبت هو الصواب.
[4] في (أ): (غر)، وهو تحريفٌ.