الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب رفع معرفة ليلة القدر

          ░4▒ (باب رَفْعِ مَعْرِفَةِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ): أي: رفع تعيينِها (لِتَلَاحِي النَّاسِ): اللام للتَّعليل، والتَّلاحِي _بفتح المثنَّاة الفوقيَّة وبالحاء المهملة_ مصدر تلاحى النَّاس؛ أي: تخاصموا، فهو من إضافة المصدر لفاعله، ومصدر أيضاً ملاحاة وهو أشهرُ؛ ولذا وقع في رواية أبي ذرٍّ وابن عساكر زيادة: <يعني ملاحاةً> والاسم: اللِّحاء بكسر اللام والمدِّ، قال في ((الفتح)): قيَّد الرفعَ بالمعرفةِ إشارةٌ إلى أنَّها لم تُرفَع أصلاً ورأساً، قال الزين ابن المنيِّر: يُستفاد هذا التقييد من قوله: ((التمسوها)) بعد إخبارِهِم بأنَّها رُفِعت، ومن قوله: ((فعسى أن يكون خيراً))، فإنَّ وجه الخيريَّة من جهة أنَّ خفاءها يستدعي قيام كلِّ الشهر أو العشر الأخير، بخلاف ما لو بقيت معرفةُ تعيُّنها.