الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر

          ░2▒ (باب الْتِمَاسِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ): التماسِ بمثناة فوقية؛ أي: طلب مصدر مضاف إلى مفعولهِ بعد حذف فاعله، وهذه روايةُ الأكثرِ، ووقعَ لابن عساكرَ وأبي ذرٍّ عن الكشميهني: <بابٌ> بالتنوين (الْتَمِسُوا): بالأمر لجماعةِ الذُّكور.
          وقوله: (فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ): أي: من رمضانَ متعلِّق بالفعل أو المصدر، والسَّبْع _بفتح السين المهملة فسكون الموحدة_ والأواخرِ نعتها، واحترز بالأواخرِ عن غيرها.
          قال العينيُّ: وهنا ثلاثةُ أسباعٍ السَّبع الأوائل في العشر الأوَّل من الشَّهر، والسَّبع الأواسطِ في العشر الثَّاني، والسَّبع الأواخرِ في العشر الأخيرِ منه، قال: ويكونُ طلبهَا في الحادي والعشرينَ، والثَّالث والعشرينَ، والخامس والعشرينَ، والسَّابع والعشرين، قال: وجاءَ ((اطلبوهَا في العشرِ الأواخرِ)) فتدخل فيها ليلةَ التَّاسع والعشرين. انتهى.
          وأقولُ: لا ينحصرُ ابتداء السَّبع الأواخرِ بالحادي والعشرين، بل يجوز أيضاً أن يكونَ ابتداؤها الثَّالث والعشرين فافهم.
          وقال في ((فتح الباري)) في بيانِ السَّبع الأواخرِ، والظَّاهر أنَّ المراد به أواخرَ الشَّهر، وقيل: المرادُ بهِ السَّبع التي أوَّلها ليلة الثَّاني والعشرينَ، وآخرها ليلةُ الثَّامن والعشرينَ.
          قال: فعلَى الأوَّل لا تدخل ليلةَ إحدى وعشرينَ، وعلى الثَّاني تدخل الثَّانية فقط، ولا تدخلُ ليلةَ التَّاسع والعشرين. انتهى.