إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان النبي ضخم القدمين حسن الوجه

          5908- 5909- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، أبو حفص(1) الفلَّاس قال: (حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ) بهمزة، البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ) هو ابنُ يحيى قال: (حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) ☺ .
          (أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) قال في «فتح الباري»: يحتملُ أن يكون الرَّجل سعيد بن المسيَّب، فقد أخرجَ ابنُ سعد‼ من روايتهِ عن أبي هريرة نحوه، وقتادة معروفٌ بالرِّواية عن سعيدِ بن المسيَّب. قال: ولا تأثير لهذه الزِّيادة في صحَّة الحديث؛ لأنَّ الَّذين جزموا بكون الحديثِ عن قتادةَ عن أنسٍ أضبطُ وأتقنُ من معاذ بن هانئٍ، وهم: حَبَّان بن هلال، وموسى ابنُ إسماعيل، كما سبقَ هنا [خ¦5904] وكذا جرير بن حازم _كما مضى [خ¦5905]_ ومعمر _كما سيأتي إن شاء الله تعالى [خ¦5910]_ حيثُ جزما به، عن قتادة عن أنسٍ، ويحتملُ أن يكون عند قتادةَ من الوجهين (قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم ضَخْمَ القَدَمَيْنِ، حَسَنَ الوَجْهِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ) صلعم ولم يذكرْ في هذا الحديثِ كسابقهِ ما في الرِّوايتين السَّابقتين من صفةِ الشَّعر الشَّريف.
          5910- (وَقَالَ هِشَامٌ) هو ابنُ يوسف الصَّنعانيُّ، قاضيها، ممَّا وصله الإسماعيليُّ (عَنْ مَعْمَرٍ) هو ابنُ راشد (عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ) فجزم معمرٌ بأنَّه من رواية قتادة، عن أنس: (كَانَ النَّبِيُّ صلعم شَثْنَ القَدَمَيْنِ وَالكَفَّيْنِ) بفتح الشين المعجمة وسكون المثلثة بعدها نون، غليظهما، وغليظَ الأصابع والرَّاحة مع لينٍ من غير خشونةٍ، كما قال أنسٌ فيما سبق في «المناقب» [خ¦3561]: «ما مَسِستُ حريرًا ألينَ من كفِّ رسولِ الله صلعم ».
          5911- 5912- (وَقَالَ أَبُو هِلَالٍ) محمَّد بن سُليم _بضم السين_ الرَّاسِبِيُّ _بالراء والمهملة والموحدة المكسورتين_ ممَّا وصله البيهقيُّ في «الدلائل»: (حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) الأنصاريِّ ☻ ، أنَّه قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلعم ضَخْمَ الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ شَبِيْهًا لَهُ) بفتح الشين المعجمة وبعد الموحدة تحتية ساكنة، أي: مثيلًا، وضبطه العينيُّ بكسر المعجمة وسكون الموحدة، أي: مثلًا، ولا تأثير في صحَّة الحديث بسبب شكِّ أبي هلال وإن كان صدوقًا لأنَّه ضعف من قبل حفظه، ولاسيَّما(2) وقد بيَّنت إحدى روايات جريرِ بن حازم صحَّة الحديث بتصريحِ قتادة بسماعه له من أنسٍ، والظَّاهر أنَّ البخاريَّ ☼ قصدَ بذكر هذه الطَّريق بيانَ الاختلافِ فيه على قتادة، وأنَّه لا تأثيرَ له ولا يقدحُ في صحَّة الحديث.
          فإن قلت: هذه الرِّوايات الواردة في صفة الكفَّين والقدمين لا تعلق لها بالتَّرجمة. أُجيب بأنَّها كلها حديثٌ واحد، واختلفتْ رواتُه بالزِّيادة والنَّقص، والغرضُ / منه بالأصالةِ صفة الشَّعر وما عدا ذلك فبالتَّبع.


[1] في (د): «جعفر».
[2] في (د): «سيما».