إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما رأيت أحدًا أحسن في حلة حمراء من النبي

          5901- وبه قال: (حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) أبو غسَّان النَّهديُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ) بن يونس (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ، أنَّه قال: (سَمِعْتُ البَرَاءَ) بن عازبٍ ☺ (يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنَ النَّبِيِّ صلعم ) واسْتُدِلَّ به على جوازِ لبس الأحمر. وأُجيب: بأنَّها لم تكن حمراء بحتًا لا يخالطُها غيرها، بل هي بُردان يمانيَّان منسوجتان بخطوطٍ حُمْر مع الأسود، كسائر البرود اليمنيَّة. ومباحث ذلك سبقتْ [خ¦5848].
          قال البخاريُّ: (قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِي: عَنْ / مَالِكٍ) هو ابنُ إسماعيل شيخه المذكور، والبعضُ المذكورُ هو يعقوب بنُ سفيان: (إِنَّ جُمَّتَهُ) بضم الجيم وتشديد الميم (لَتَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ) أي: شعر رأسه إذا تدلَّى يبلغ قريبًا من منكبيهِ (قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ) عَمرو السَّبيعيُّ (سَمِعْتُهُ) أي: سمعتُ البراء (يُحَدِّثُهُ) أي: الحديث (غَيْرَ مَرَّةٍ، مَا حَدَّثَ بِهِ قَطُّ إِلَّا ضَحِكَ. تَابَعَهُ) أي: تابع أبا إسحاق السَّبيعيَّ (شُعْبَةُ) بن الحجَّاج، ولأبي ذرٍّ: ”قال شعبة“ فيما وصلَه المؤلِّف في «باب صفة النَّبيِّ صلعم » [خ¦3551] من طريق شعبة، عن أبي إسحاق السَّبيعيِّ، عن البراء، فقال: (شَعَرُهُ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ) بالإفراد، وجمعَ ابن بطَّال بينه وبين الأوَّل بأنَّه إخبارٌ عن وقتين، فكان إذا شُغِل(1) عن تقصيرِ شعره بلغَ قريب المنكبين وإذا قصَّه لم يجاوزِ الأُذنين، وسبق في «المناقبِ» أنَّ في رواية يوسف بن إسحاق ما يجمعُ الرِّوايتين، ولفظه «له شعرٌ يبلغُ شَحْمةَ أُذُنيه إلى مَنْكبيه» [خ¦3551]‼. وحاصلُه أنَّ الطَّويل منه يصلُ إلى المنكبين وغيره إلى شَحْمة الأُذن.


[1] في (ب) و(د) و(م): «غفل».