إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري

          2292- وبه قال / : (حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ) بفتح الصاد المهملة وسكون اللَّام آخره مُثنَّاةٌ فوقيَّةٌ، ابن عبد الرَّحمن الخاركيُّ_بخاءٍ معجمةٍ_ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ إِدْرِيسَ) بن يزيد _من الزِّيادة_ ابن عبد الرَّحمن، الأَوْديِّ بفتح الهمزة وسكون الواو وبالدَّال المهملة (عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ) بكسر الرَّاء المُشدَّدة‼، ابن عمرو بن كعبٍ الياميِّ _بالتَّحتيَّة_ الكوفيِّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه قال في قوله تعالى: ({وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}[النساء:33] قَالَ): تفسير «موالي» (وَرَثَةً) وبه قال مجاهدٌ وقتادة وزيد بن أسلم والسُّدِّيُّ والضَّحَّاك ومقاتل بن حيَّان(1) ({وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}) أي: عاقدت ذوو أيمانكم ذوي أيمانهم، وقرأ عاصمٌ وحمزة والكسائيُّ: {عَقَدَتْ} بغير ألفٍ، أُسنِد الفعل إلى الأيمان، وحُذِف المفعول، أي: عقدت أيمانكم عهودهم، فحُذِف العهود وأُقيم الضَّمير المضاف إليه مقامه، كما حُذِف في الأولى. (قَالَ) أي: ابن عبَّاسٍ: (كَانَ المُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا) زاد أبو ذرٍّ: ”على النَّبيِّ صلعم “ (المَدِينَةَ يَرِثُ) فعلٌ مضارعٌ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: ”ورث“ (المُهَاجِرُ الأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ) أقربائه (لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صلعم بَيْنَهُمْ) بين المهاجرين والأنصار (فَلَمَّا نَزَلَتْ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نَسَخَتْ) أي: آيةُ «الموالي» آيةَ «المُعاقَدة» (ثُمَّ قَالَ) ابن عبَّاسٍ في قوله تعالى: ({وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}: إِلَّا النَّصْرَ وَالرِّفَادَةَ) بكسر الرَّاء، أي(2): المعاونة (وَالنَّصِيحَةَ) مستثنًى من الأحكام المُقدَّرة في الآية المنسوخة، أي: نسخت تلك الآيةُ حكمَ نصيب الإرث لا(3) «النَّصر» وما بعده، أو الاستثناء(4) منقطعٌ، أي: لكنَّ النَّصر باقٍ(5) ثابتٌ (وَقَدْ ذَهَبَ المِيرَاثُ) بين المتعاقدين (وَيُوصَى(6) لَهُ) بفتح الصَّاد مبنيًّا للمفعول، والضَّمير للذي كان يرث بالأخوَّة.
           وهذا الحديث أخرجه البخاريُّ(7) في «التَّفسير» [خ¦4580] و«الفرائض» [خ¦6747]، وأبو داود والنَّسائيُّ جميعًا في «الفرائض».


[1] في (د): «حبَّان»، وهو تصحيفٌ.
[2] «أي»: ليس في (د).
[3] في (د): «إلَّا».
[4] في (ص): «والاستثناء».
[5] «باقٍ»: ليس في (د) و(م).
[6] في (د): «ويُوصِي».
[7] «البخاريُّ»: ليس في (د1).