إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان

          2019- 2020- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) العَنَزِيُّ البصريُّ‼ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان (عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبِي) عروة بن الزُّبير بن العوَّام (عَنْ عَائِشَةَ ♦ عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: التَمِسُوا) بحذف المفعول، أي: ليلة القدر، وهو مُفسَّرٌ بما سيأتي _إن شاء الله تعالى_ ووقع هنا مختصرًا إحالةً على الطَّريق الثَّاني، وهي قوله بالسَّند السَّابق إليه(1):
          (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ وابن عساكر: ”وحدَّثني“ بواو العطف، وفي نسخةٍ: «ح»: للتَّحويل: ”وحدَّثني“ (مُحَمَّدٌ) هو ابن سلامٍ البيكنديُّ _كما جزم به أبو نُعيمٍ في «المستخرج»_ أو هو ابن المُثنَّى، قال(2): (أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ) بفتح العين وسكون المُوحَّدة ابن سليمان الكوفيُّ (عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ) ♦ أنَّها (قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يُجَاوِرُ) أي: يعتكف (فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) وقال في الطَّريق الأولى: «التمسوا»، وكلٌّ منهما بمعنى الطَّلبِ والقصدِ، لكن معنى التَّحرِّي أبلغ لكونه يقتضي الطَّلب بالجدِّ والاجتهاد، ولم يقع في شيءٍ من طرق هشامٍ في هذا الحديث التَّقييد بالوتر، فكأنَّ المؤلِّف أشار بإدخاله في التَّرجمة إلى أنَّ مطلقه يُحمَل على المُقيَّد في رواية أبي سهيلٍ.


[1] زيد في (ص): «ح».
[2] زيد في (ص): «قال»، وهو تكرارٌ.